الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا محمد بن علي بن حبيش ، ثنا أحمد بن حماد بن سفيان ، ثنا زكريا بن يحيى بن أبان ، ثنا أبو صالح - كاتب الليث - حدثني ابن لهيعة ، عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم ، قال : سمعت عبد الله بن الأرقم ، يقول : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - وذكر سالما مولى أبي حذيفة - فقال : إن سالما شديد الحب لله عز وجل ، ورواه حبيب بن نجيح ، عن عبد الرحمن بن غنم .

              حدثت عن سعيد بن سليمان ، ثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، عن الجراح بن المنهال ، عن حبيب بن نجيح ، عن عبد الرحمن بن غنم ، قال : قدمت المدينة في زمان عثمان فأتيت عبد الله بن الأرقم ، فقال : حضرت عمر رضي الله عنه عند وفاته مع ابن عباس والمسور بن مخرمة ، فقال عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن سالما شديد الحب لله عز وجل ، لو كان لا يخاف الله عز وجل ما عصاه ، فلقيت ابن عباس فذكرت ذلك له ، فقال : صدق ، انطلق بنا إلى المسور بن مخرمة حتى يحدثك به ، فجئنا المسور فقلت : إن عبد الله بن الأرقم حدثني بهذا الحديث ، قال : حسبك لا تسل عنه بعد عبد الله بن الأرقم .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي السراج ، ثنا محمود بن خداش ، ثنا مروان بن معاوية ، ثنا سعيد قال : سمعت شهر بن حوشب يقول : قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : لو استخلفت سالما مولى أبي حذيفة فسألني عنه ربي ، ما حملك على ذلك ؟ لقلت : رب سمعت نبيك صلى الله عليه وسلم وهو يقول : إنه يحب الله تعالى حقا من قلبه .

              حدثنا محمد بن أحمد بن علي ، ثنا أحمد بن الهيثم ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا بشر بن مطر بن حكيم بن دينار القطعي ، قال : سمعت عمرو بن دينار - وكيل آل الزبير - يحدث عن مالك بن دينار ، قال : حدثني [ ص: 178 ] شيخ من الأنصار يحدث عن سالم مولى أبي حذيفة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليجاءن بأقوام يوم القيامة معهم من الحسنات مثل جبال تهامة ، حتى إذا جيء بهم جعل الله أعمالهم هباء ثم قذفهم في النار . فقال سالم : يا رسول الله بأبي أنت وأمي جل لنا هؤلاء القوم حتى نعرفهم ، فوالذي بعثك بالحق إني أتخوف أن أكون منهم ، فقال : يا سالم أما إنهم كانوا يصومون ويصلون ، ولكنهم إذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا عليه ، فأدحض الله تعالى أعمالهم . فقال مالك بن دينار : هذا والله النفاق ، فأخذ المعلى بن زياد بلحيته ، فقال : صدقت والله أبا يحيى .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية