الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              655 - ابن الأعرابي

              فمنهم الأغر الأبلج ، أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد ، المعروف بابن الأعرابي ، بصري نزيل مكة ، توفي سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة ، له التصانيف المشهورة .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي بمكة ، ثنا الحسن بن علي بن عفان ، ثنا يحيى بن فضيل ، عن الحسن بن صالح ، عن أبي جناب الكلبي ، عن طلحة بن مصرف ، عن زر بن حبيش ، عن صفوان بن عسال ، قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمسح على الخفين يا رسول الله ؟ فقال : " نعم ، ثلاثة للمسافر ، ولا تنزع من غائط ولا بول ولا نوم ، ويوما للمقيم " غريب من حديث طلحة لا أعلم رواه عنه إلا أبو جناب .

              سمعت عبد المنعم بن عمر يقول : سمعت أبا سعيد بن الأعرابي يقول : إن الله طيب الدنيا للعارفين بالخروج منها ، وطيب الجنة بالخلود فيها ، فلو قيل للعارف : إنك تبقى في الدنيا لمات كمدا ، ولو قيل لأهل الجنة : إنكم تخرجون [ ص: 376 ] منها لماتوا كمدا ، فطابت الدنيا بذكر الخروج منها ، وطابت الجنة بذكر الخلود فيها " .

              قال : وسئل أبو سعيد : ما الذي ترضى من الأوقات ؟ قال : الأوقات كلها لله ، فأحسن الأوقات وقت يجري الحق فيه على ما يرضيه عني ، وقال : إن الله أعار بعض أخلاق أوليائه أعداءه يستعطفهم بها على أوليائه .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية