الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 216 ] ثم دخلت سنة ست وخمسمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      في جمادى الآخرة منها جلس ابن الطبري مدرسا بالنظامية وعزل عنها الشاشي ، وفيها دخل الشيخ الصالح أحد العباد يوسف بن أيوب إلى بغداد فوعظ الناس ، وكان له القبول التام ، وكان فقيها شافعيا ، تفقه بالشيخ أبي إسحاق الشيرازي ، ثم اشتغل بالعبادة والزهادة ، فكانت له أحوال صالحة ، جاراه رجل مرة يقال له : ابن السقاء في مسألة ، فقال له : اسكت فإني أجد من كلامك رائحة الكفر ، ولعلك أن تموت على غير دين الإسلام . فاتفق بعد مدة أنه خرج إلى بلاد الروم في حاجة ، فتنصر هناك . فإنا لله وإنا إليه راجعون ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، على الله توكلنا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقام إليه مرة وهو يعظ الناس ابنا أبي بكر الشاشي ، فقالا له : إن كنت تتكلم على مذهب الأشعري وإلا فاسكت ، فقال : لا متعتما بشبابكما ، فماتا شابين ولم يبلغا سن الكهولة ، وحج بالناس فيها أمير الجيوش نظر الخادم ، ونالهم عطش شديد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية