الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 85 ] ثم دخلت سنة ست وسبعين وأربعمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فيها عزل عميد الدولة ابن جهير عن وزارة الخلافة
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فسار بأهله وأولاده إلى السلطان وقصدوا نظام الملك وزير السلطان فعقد لولده فخر الدولة على بلاد بكر فسار إليها بالخلع والكوسات والعساكر وأمر أن ينتزعها من ابن مروان وأن يخطب لنفسه ، وأن يكتب اسمه على السكة فما زال حتى انتزعها من أيديهم ، وباد ملكهم على يديه كما سيأتي بيانه ، وسد وزارة الخلافة أبو الفتح مظفر ابن رئيس الرؤساء ، ثم عزل في شعبان واستوزر أبو شجاع محمد بن الحسين ولقب ظهير الدين

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي جمادى الآخرة ولى مؤيد الملك أبا سعد عبد الرحمن بن المأمون المتولي تدريس النظامية بعد وفاة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ، رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها عصى أهل حران على شرف الدولة مسلم بن قريش ، فجاء فحاصرها ففتحها وهدم سورها وصلب قاضيها ابن جلبة وابنيه علىالسور .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 86 ] وفي شوال منها قتل أبو المحاسن ابن أبي الرضا ; وذلك لأنه وشى إلى السلطان في نظام الملك وقال له : سلمهم إلي حتى أستخلص لك منهم ألف ألف دينار ، فعمل نظام الملك سماطا هائلا واستحضر غلمانه - وكانوا ألوفا - من الأتراك وشرع يقول للسلطان : هذا كله من أموالك ، وما وقفته من المدارس والربط ، فكله شكره لك في الدنيا وأجره لك في الآخرة وأموالي وجميع ما أملكه بين يديك ، وأنا أقنع بمرقعة وزاوية فعند ذلك أمر السلطان بقتل أبي المحاسن - وقد كان حظيا عنده ، وخصيصا به ، وجيها لديه - وعزل أباه عن كتابة الطغراء وولاها مؤيد الملك بن نظام الملك .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وحج بالناس الأمير ختلغ التركي مقطع الكوفة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية