الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              555 - أبو هاشم الزاهد

              ومنهم أبو هاشم الزاهد ، كان إلى الحق وافدا ، وعن الخلق حائدا وفيما سوى الحق زاهدا ، من أقران أبي عبد الله بن أبي جعفر البراثي .

              أخبرنا محمد بن أحمد البغدادي ، فيما كتب إلي وقد رأيته ، وحدثني بهذا عنه عثمان بن محمد العثماني ، ثنا أحمد بن مسروق ، ثنا محمد بن الحسين قال : حدثني بعض أصحابنا قال : قال أبو هاشم الزاهد : إن الله تعالى وسم الدنيا بالوحشة ; ليكون أنس المريدين به دونها وليقبل المطيعون إليه بالإعراض عنها ، فأهل المعرفة بالله فيها مستوحشون وإلى الآخرة مشتاقون .

              أخبرنا محمد بن أحمد ، وحدثني عنه أبو عمرو العثماني ، ثنا أحمد بن محمد بن مسروق ، ثنا محمد بن الحسين البرجلاني ، ثنا حكيم بن جعفر قال : نظر أبو هاشم إلى شريك - يعني القاضي - يخرج من دار يحيى بن خالد فبكى وقال : أعوذ بك من علم لا ينفع .

              قال محمد بن الحسين : وحدثني سعيد بن صبيح المؤدب قال : قال أبو هاشم : لفلح الجبال بالإبر أيسر من إخراج الكبر من القلوب .

              وقال أبو هاشم : لو أن الدنيا قصور وبساتين والآخرة أكواخ لكانت الآخرة أهلا أن تؤثر على الدنيا لبقاء تلك ونفاد هذه .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية