الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              553 - أبو يعقوب الزيات

              ومن أقرانه أبو يعقوب الزيات : كان مغتنما لوقته ، مشتغلا بنفسه ، يراعي خطراته ويشتغل بخلواته ، كان جماعة النساك يعظمون حاله .

              أخبرنا جعفر بن محمد - في كتابه - وحدثني عنه أبو طاهر محمد بن إبراهيم قال : سمعت الجنيد بن محمد يقول : دققت على أبي يعقوب الزيات بابه في [ ص: 224 ] جماعة من أصحابنا فقال : ما كان لكم شغل في الله يشغلكم عن المجيء إلي ؟ قال الجنيد : فقلت : إذا كان مجيئنا إليك من شغلنا به لا ننقطع عنه ، ففتح الباب فسألته عن مسألة في التوكل فأخرج درهما كان عنده ، ثم أجابني فأعطى التوكل حقه ، ثم قال : استحييت من الله عز وجل أن أجيبك وعندي شيء ، فقلت له : ما قولك في رجل له في كل علم من العلوم حظ ، ويحسن القيام بصفات الحق وصفات الخلق ؟ ترى مجالسة الناس ؟ فقال : إن كنت أنت وإلا فلا ، وذكر يوما لبعض المريدين ، تحفظ القرآن ؟ فقال : لا ، فقال : واغوثا بالله ، مريد لا يحفظ القرآن كأترجة لا ريح لها ، فبم يتنعم ؟ فبم يترنم ؟ فبم يناجي ربه ؟ أما تعلم أن عيش العارفين سماع النغم من أنفسهم وغيرهم .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية