الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم عنه فقال ألا وقول الزور فما زال يكررها وقال ابن عمر قال النبي صلى الله عليه وسلم هل بلغت ثلاثا

                                                                                                                                                                                                        94 حدثنا عبدة قال حدثنا عبد الصمد قال حدثنا عبد الله بن المثنى قال حدثنا ثمامة بن عبد الله عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا سلم سلم ثلاثا وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا [ ص: 227 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 227 ] قوله : ( باب من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم ) هو بضم الياء وفتح الهاء ، وفي روايتنا بكسر الهاء ، لكن في رواية الأصيلي وكريمة : " ليفهم عنه " وهو بفتح الهاء لا غير .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فقال ألا وقول الزور ) كذا في رواية أبي ذر وفي رواية غيره : " فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " وهو طرف معلق من حديث أبي بكرة المذكور في الشهادات وفي الديات الذي أوله : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر " ثلاثا فذكر الحديث ، ففيه معنى الترجمة لكونه قال لهم ذلك ثلاثا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فما زال يكررها ) أي : في مجلسه ذلك . والضمير يعود على الكلمة الأخيرة وهي قول الزور ، وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى في مكانه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال ابن عمر ) هو طرف أيضا من حديث مذكور عند المصنف في كتاب الحدود أوله " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع : أي شهر هذا " فذكر الحديث وفيه هذا القدر المعلق ، وقوله : " ثلاثا " متعلق بقال لا بقوله بلغت .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا عبدة ) هو ابن عبد الله الصفار ، ولم يخرج البخاري عن عبدة بن عبد الرحيم المروزي وهو من طبقة عبدة الصفار ، وفي رواية الأصيلي حدثنا عبدة الصفار .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا عبد الصمد ) هو ابن عبد الوارث بن سعيد ، يكنى أبا سهل ، والمثنى والد عبد الله هو بضم الميم وفتح المثلثة وتشديد النون المفتوحة وهو ابن عبد الله بن أنس بن مالك ، وثمامة عمه . ورجال هذا الإسناد كلهم بصريون .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان ) أي : من عادة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والمراد أن أنسا مخبر عما عرفه من شأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وشاهده ، لا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبره بذلك . ويؤيد ذلك أن المصنف أخرجه في كتاب الاستئذان عن إسحاق - وهو ابن منصور - عن عبد الصمد بهذا الإسناد إلى أنس فقال " إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان " .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية