الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              [ ص: 303 ] 421 - أبو بكر بن عياش

              ومنهم القارئ الهشاش ، العابد البشاش - أبو بكر بن عياش ، كان في العداد واحدا ، وفي العبادة شاهدا .

              وقيل : إن التصوف ارتقاء لاقتراب ، وانتصاب في ارتقاب .

              حدثنا علي بن هارون ، ثنا موسى بن هارون ، ثنا بشر بن الوليد ، قال : سمعت أبا بكر بن عياش ، قال : " جئت ليلة إلى زمزم ، فاستقيت دلوا ، فشربت لبنا وعسلا " .

              حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الحميد بن إسحاق المنوفي ، ثنا الحسن بن حباش ، ثنا محمد بن يوسف ، ثنا الهيثم بن خارجة ، قال : رأيت أبا بكر بن عياش في النوم قدامه طبق رطب سكر ، فقلت له : يا أبا بكر ، ألا تدعونا إليه ، وقد كنت شهيا على الطعام ؟ فقال لي : يا هيثم ، هذا طعام أهل الجنة ، لا يأكله أهل الدنيا ، قال : قلت : وبم نلت ؟ قال : تسألني عن هذا ، وقد مضى علي ست وثمانون سنة ، أختم في كل ليلة فيها القرآن .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا عمر بن بحر الأسدي ، قال : سمعت إبراهيم بن الجنيد ، يقول : سمعت بشر بن الحارث ، يقول : سمعت أبا بكر بن عياش ، يقول وهو يدعو : " يا ملكي ادعوا الله لي ، فإنكما أطوع لله مني " .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا سهل بن عاصم ، عن أبي بكر بن عياش ، قال : " إن أحدهم لو سقط منه درهم لظل يومه يقول : إنا لله ، ذهب درهمي ، ولا يقول : ذهب يومي ، ما عملت فيه " .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، ثنا أبو هاشم الرفاعي ، قال : سمعت أبا بكر بن عياش ، يقول : " الخلق أربعة : معذور ، ومخبور ، ومجبور ، ومثبور ، فأما المعذور فالبهائم ، وأما المخبور فابن آدم ، وأما المجبور فالملائكة جبرت على الطاعة ، وأما المثبور فإبليس " .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال : سمعت أبا كريب ، يقول : سمعت أبا بكر بن عياش ، يقول : " أدنى نفع السكوت السلامة ، وكفى [ ص: 304 ] بالسلامة عافية ، وأدنى ضرر النطق الشهرة ، وكفى بالشهرة بلية " .

              حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، حدثني إبراهيم بن سعيد ، ثنا سفيان بن عيينة ، قال : قال لي أبو بكر بن عياش : " رأيت الدنيا في النوم عجوزا مشوهة " .

              حدثنا أبي ، ومحمد بن أحمد ، قالا : ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا أبو بكر بن عقيل ، قال : حدثني غير إبراهيم بن سعيد أن أبا بكر بن عياش ، قال : " رأيت في النوم عجوزا حدباء مشوهة تصفق بيديها ، وخلفها خلق يتبعونها يصفقون ويرقصون ، فلما كانت بحذائي أقبلت علي ، فقالت : لو ظفرت بك صنعت بك ما صنعت بهؤلاء ، قال : ثم بكى أبو بكر ، وقال : رأيت هذه قبل أن أقدم بغداد " .

              حدثنا محمد بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان ، قال : حدثني محمد بن الحسين ، حدثني رستم بن أسامة ، حدثني إبراهيم بن رستم الخياط ، جليس لأبي بكر بن عياش ، عن أبي بكر بن عياش ، قال : " قال لي رجل مرة ، وأنا شاب : خلص رقبتك ما استطعت في الدنيا من رق الآخرة ، فإن أسير الآخرة غير مفكوك أبدا ، قال أبو بكر : فما نسيتها أبدا " .

              حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا أبو بكر بن سفيان ، حدثني محمد بن عبيد القرشي ، قال : قال أبو بكر بن عياش : " وددت أنه صفح لي عما كان مني في الشباب وأن يدي قطعتا " .

              حدثنا أبو أحمد الغطريفي ، ثنا أبو العباس محمد بن الحسن الطبري ، ثنا أحمد بن محمد بن مسروق ، سمعت الحماني ، يقول : لما حضرت أبا بكر بن عياش الوفاة بكت أخته ، فقال : " لا تبكي - وأشار إلى زاوية في البيت - فقد ختم أخوك في تلك الزاوية ثمانية عشر ألف ختمة " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية