الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              411 - أبو حبيب البدوي

              ومنهم الغريب الشجوي أبو حبيب البدوي .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد ، ثنا أحمد بن خلف ، ثنا أبو عبد الله الأعرابي منذ خمسين سنة ، قال : قال سفيان الثوري : قال لي أبو حبيب البدوي : " يا سفيان ، هل رأيت خيرا قط إلا من الله ؟ قلت : لا ، قال : فلم تكره لقاء من لم تر خيرا قط إلا منه ؟ " .

              وقال أبو حبيب : " يا سفيان منع الله عطاء ، وذلك أنه لا يمنع من بخل ولا عدم ، إنما منعه نظر واختبار " .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا عبد الله بن جابر الرملي ، ثنا عبد الله بن خبيق ، حدثني أبو الفيض ، عن سفيان الثوري ، قال : أتيت أبا حبيب البدوي أسلم عليه ، ولم أكن رأيته ، فقال لي : " أنت سفيان الثوري الذي يقال ؟ قلت : نعم ، نسأل [ ص: 288 ] الله بركة ما يقال ، قال : فقال لي : " يا سفيان ، ما رأينا خيرا قط إلا من ربنا ، قلت : أجل ، قال : فما لنا نكره لقاء من لم نر خيرا قط إلا منه ؟ " .

              ثم قال : " يا سفيان ، منع الله إياك عطاء منه لك ، وذاك أنه لا يمنعك من بخل ولا عدم ، وإنما منعه نظر منه واختبار ، يا سفيان ، إن فيك لأنسا ومعك شغل " ، قال : ثم أقبل على غنيمته وتركني .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية