الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1956 ) فصل وقد دللنا على أن الصاع خمسة أرطال وثلث بالعراقي فيما مضى والأصل فيه الكيل ، وإنما قدره العلماء بالوزن ليحفظ وينقل . وقد روى جماعة عن أحمد ، أنه قال : الصاع وزنته فوجدته خمسة أرطال وثلثا حنطة . وقال حنبل .

                                                                                                                                            قال أحمد : أخذت الصاع من أبي النضر . وقال أبو النضر : أخذته عن ابن أبي ذؤيب وقال : هذا صاع النبي صلى الله عليه وسلم الذي يعرف بالمدينة . قال أبو عبد الله : فأخذنا العدس ، فعيرنا به ، وهو أصلح ما وقفنا عليه يكال به ; لأنه لا يتجافى عن موضعه ، فكلنا به ، ثم وزناه ، فإذا هو خمسة أرطال وثلث .

                                                                                                                                            وقال هذا أصلح ما وقفنا عليه ، وما تبين لنا من صاع النبي صلى الله عليه وسلم . وإذا كان الصاع خمسة أرطال وثلثا من البر والعدس ، وهما من أثقل الحبوب ، فما عداهما من أجناس الفطرة أخف منهما ، فإذا أخرج منهما خمسة أرطال وثلثا ، فهي أكثر من صاع .

                                                                                                                                            وقال محمد بن الحسن : إن أخرج خمسة أرطال وثلثا برا ، لم يجزه . لأن البر يختلف ، فيكون فيه الثقيل والخفيف . وقال الطحاوي : يخرج خمسة أرطال مما سواء كيله ووزنه ، وهو الزبيب والماش . ومقتضى كلامه أنه إذا أخرج ثمانية أرطال مما هو أثقل منها لم يجزئه ، حتى يزيد شيئا ، يعلم أنه قد بلغ صاعا .

                                                                                                                                            والأولى لمن أخرج من الثقيل بالوزن أن يحتاط ، فيزيد شيئا يعلم به أنه لمن أخرج صاعا بالرطل الدمشقي ، الذي هو ستمائة درهم مد وسبع ، والسبع أوقية وخمسة أسباع أوقية ، وقدر ذلك بالدراهم ستمائة [ ص: 354 ] درهم ويجزئ إخراج رطل بالدمشقي من جميع الأجناس ; لأنه أكبر من الصاع ، وقد رأيت مدا ذكر لنا أنه مد النبي صلى الله عليه وسلم فقدر المد الدمشقي به ، فكان المد الدمشقي قريبا من خمسة أمداد

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية