الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء


              380 - خزيمة أبو محمد العابد

              ومنهم خزيمة أبو محمد العابد كان عن الوضيعة حائدا ، وإلى الرفيعة رائدا .

              حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان ، ثنا الحسين بن يحيى بن كثير العنبري ، ثنا خزيمة أبو محمد - وكان من العابدين - ، قال : دخل أبو يوسف القاضي يعقوب بن إبراهيم على داود الطائي ، فقال : ما رأيت أحدا رضي من الدنيا بمثل ما رضيت به ، فقال : يا يعقوب من رضي بالدنيا بمثل كلها عوضا عن الآخرة فذلك الذي رضي بأقل مما رضيت به .

              حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد ، ثنا عبد الله بن محمد ، ثنا الحسن بن محمد بن يحيى بن كثير ، ثنا أبو محمد خزيمة قال : قال رجل لمحمد بن واسع : أوصني ؟ قال : أوصيك أن تكون ملكا في الدنيا والآخرة قال : كيف لي بذلك ؟ قال : ازهد في الدنيا .

              [ ص: 303 ] حدثنا محمد بن أحمد بن أبان ، ثنا أبي ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، ثنا الحسن بن يحيى بن كثير ، ثنا خزيمة أبو محمد ، أن رجلا أتى بعض الزهاد ، فقال له الزاهد : ما جاء بك ؟ قال : بلغني زهدك ، قال : أفلا أدلك على من هو أزهد مني ؟ قال :ومن هو ؟ قال : أنت ، قال : وكيف ذلك ؟ قال : لأنك زهدت في الجنة وما أعد الله فيها وزهدت أنا في الدنيا على فنائها وذم الله إياها ، فأنت أزهد مني .

              حدثنا محمد بن أحمد ، ثنا أبي ، ثنا أبو بكر ، ثنا الحسن بن يحيى ، ثنا خزيمة أبو محمد ، قال : كانت دعوة بكر بن عبد الله المزني لمن لقي من إخوانه أن يقول له : زهدنا الله وإياك زهادة من أمكنه الحرام والذنوب في الخلوات ، فعلم أن الله سبحانه وتعالى يراه فتركه .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية