الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      يحيى بن زكريا ( ع )

                                                                                      ابن أبي زائدة الحافظ ، العلم ، الحجة أبو سعيد الهمداني [ ص: 338 ] الوادعي ، واسم جده ميمون بن فيروز ، مولى امرأة وادعية . وقيل : بل مولى محمد بن المنتشر الهمداني . مولده : سنة عشرين ومائة تقريبا أو فيها .

                                                                                      حدث عن : أبيه ، وعاصم الأحول ، وهشام بن عروة ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، والأعمش ، وداود بن أبي هند ، وأبي مالك الأشجعي ، وعبيد الله بن عمر ، ومجالد ، والعلاء بن المسيب ، وهاشم بن هاشم الزهري ، وموسى الجهني ، وابن عون ، وصالح بن صالح بن حي ، وعبد الملك بن حميد بن أبي غنية ، ومسعر ، وحجاج بن أرطاة ، وشعبة ، وابن إسحاق ، وخلق كثير . وينزل إلى سفيان بن عيينة ، ومالك . وكان من أوعية العلم .

                                                                                      حدث عنه : أبو داود الحفري ، ويحيى بن آدم ، ومعلى بن منصور ، ويحيى بن يحيى ، وأحمد ، وابن معين ، وابنا أبي شيبة ، وهارون بن معروف ، وأبو كريب ، وهناد ، وعمرو بن رافع القزويني ، وعلي بن مسلم الطوسي ، وأحمد بن منيع ، والحسن بن عرفة ، وزياد بن أيوب ، وابن زرارة عمرو لا عمر ، ومحمد بن عبيد المحاربي ، ويعقوب الدورقي ، وأمم سواهم . قال أبو خالد الأحمر : كان جيد الأخذ .

                                                                                      وعن الحسن بن ثابت قال : نزلت بأفقه أهل الكوفة ، يعني يحيى بن أبي زائدة .

                                                                                      وروى عمرو الناقد عن ابن عيينة ، قال : ما قدم علينا أحد من أصحابنا يشبه [ ص: 339 ] هذين الرجلين : عبد الله بن المبارك ، ويحيى بن أبي زائدة .

                                                                                      وروى الحارث بن سريج ، عن يحيى القطان قال : ما خالفني أحد بالكوفة أشد علي من ابن أبي زائدة . وقال أحمد ، ويحيى بن معين : ثقة .

                                                                                      وقال ابن المديني : هو من الثقات . وقال مرة : لم يكن أحد بالكوفة بعد الثوري أثبت من ابن أبي زائدة ، وقال أيضا : انتهى العلم إلى الشعبي في زمانه ، ثم إلى الثوري في زمانه ، ثم إلى يحيى بن أبي زائدة في زمانه . وقال محمد بن عبد الله بن نمير : كان ابن أبي زائدة في الإتقان أكبر من ابن إدريس . وقال النسائي : ثقة ، ثبت . وقال أبو حاتم : مستقيم الحديث ، ثقة .

                                                                                      وقال أحمد العجلي : ثقة ، جمع له الفقه والحديث ، ويعد من حفاظ الكوفيين ، مفتيا ثبتا ، صاحب سنة . وكان على قضاء المدائن . ووكيع إنما صنف كتبه على كتب يحيى بن أبي زائدة .

                                                                                      وقال ابن أبي حاتم : هو أول من صنف الكتب بالكوفة .

                                                                                      وروى حسين بن عمرو العنقزي ، عن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ، قال : يحيى بن أبي زائدة في الحديث مثل العروس العطرة .

                                                                                      وروى عباس الدوري وغيره ، عن يحيى ، قال : كان يحيى بن أبي زائدة كيسا ، لا أعلمه أخطأ إلا في حديث واحد عن سفيان ، عن أبي إسحاق . وقال الغلابي : عن سفيان ، عن أبي حصين ، ثم اتفقا عن قبيصة بن برمة ، قال : قال [ ص: 340 ] عبد الله : ما أحب أن يكون عبيدكم مؤذنيكم . وإنما هو عن واصل ، عن قبيصة . قال زياد بن أيوب : ولي ابن أبي زائدة قضاء المدائن أربعة أشهر ، ثم مات . وكان يحدث حفظا .

                                                                                      وقال يعقوب السدوسي : توفي بالمدائن ، وهو قاض لأمير المؤمنين هارون ، كانت وفاته سنة ثلاث وثمانين ومائة وعاش ثلاثا وستين سنة . وكان ثقة حسن الحديث ، ويقولون : إنه أول من صنف الكتب بالكوفة ، وكان يعد من فقهاء المحدثين بالكوفة ، وكانت وفاته في جمادى الأولى .

                                                                                      وقال هارون بن حاتم ، وابن سعد ، ومطين ، وغيرهم : مات سنة ثلاث وقال خليفة : سنة ثلاث أو أربع وثمانين . وقال مسروق بن المرزبان ، وابن قانع : سنة أربع .

                                                                                      قال عيسى بن يونس : رأيت زكريا بن أبي زائدة ، يجيء إلى مجالد ، فيقول ليحيى ، يعني ابنه : يا بني ، احفظ .

                                                                                      أنبأنا عبد الرحمن بن قدامة ، والمسلم بن محمد ، قالا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، أخبرنا هبة الله بن الحصين ، أخبرنا أبو علي بن المذهب ، أخبرنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدثنا يحيى بن زكريا ، قال : أخبرني عاصم الأحول ، عن الشعبي ، عن عدي بن حاتم ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : إذا وقعت رميتك في الماء فغرق فلا تأكل هذا حديث صحيح غريب ، أخرجه أبو داود عن محمد بن يحيى الذهلي ، عن أحمد ، فوقع بدلا بعلو درجتين . [ ص: 341 ]

                                                                                      أخبرنا أحمد بن إسحاق ، أخبرنا أحمد بن صرما ، والفتح بن عبد السلام ، قالا : أخبرنا محمد بن عمر القاضي ، أخبرنا أحمد بن محمد البزاز ، أخبرنا علي بن عمر الحربي ، أخبرنا أحمد بن الحسن ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا يحيى بن أبي زائدة ، عن مجالد ، قال : أشهد على أبي الوداك ، أنه شهد على أبي سعيد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : إن أهل الجنة ليرون أهل عليين كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء ، وإن أبا بكر وعمر لمنهم ، وأنعما فقال له إسماعيل وهو جالس مع مجالد على الطنفسة : وأنا أشهد على عطية أنه شهد على أبي سعيد أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك .

                                                                                      حديث عطية هو المشهور ، رواه أئمة عنه . وأما حديث أبي الوداك ففرد غريب . حسن الترمذي خبر عطية .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية