الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      سليمان الخواص

                                                                                      من العابدين الكبار بالشام ، قال محمد بن يوسف الفريابي : كنت في مجلس فيه الأوزاعي ، وسعيد بن عبد العزيز ، وسليمان الخواص ، فذكر [ ص: 179 ] الأوزاعي الزهاد ، فقال : ما نزيد أن نريد مثل هؤلاء . فقال سعيد : ما رأيت أزهد من سليمان الخواص ، وما شعر أنه في المجلس ، فقنع سليمان رأسه وقام ، فأقبل الأوزاعي على سعيد ، وقال : ويحك لا تعقل ما يخرج من رأسك ! تؤذي جليسنا تزكيه في وجهه .

                                                                                      وقيل لسليمان : قد شكوك أنك تمر ولا تسلم . قال : والله ما ذاك لفضل أراه عندي ، ولكني شبه الحش إذا ثورته ثار ، وإذا جلست مع الناس جاء مني ما أريد وما لا أريد .

                                                                                      ويقال : إن سعيد بن عبد العزيز زار الخواص ليلة في بيته ببيروت ، فرآه في الظلمة ، فقال : ظلمة القبر أشد ، فأعطاه دراهم فردها ، وقال : أكره أن أعود نفسي مثل دراهمك ، فمن لي بمثلها إذا احتجت . فبلغ ذلك الأوزاعي فقال : دعوه . فلو كان في السلف ، لكان علامة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية