الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب عهد الله عز وجل

                                                                                                                                                                                                        6283 حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان ومنصور عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف على يمين كاذبة يقتطع بها مال رجل مسلم أو قال أخيه لقي الله وهو عليه غضبان فأنزل الله تصديقه إن الذين يشترون بعهد الله قال سليمان في حديثه فمر الأشعث بن قيس فقال ما يحدثكم عبد الله قالوا له فقال الأشعث نزلت في وفي صاحب لي في بئر كانت بيننا

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        " 9913 قوله باب عهد الله عز وجل أي قول القائل علي عهد الله لأفعلن كذا قال الراغب : العهد حفظ الشيء ومراعاته ومن ثم قيل للوثيقة عهدة ويطلق عهد الله على ما فطر عليه عباده من الإيمان به عند أخذ الميثاق ويراد به أيضا ما أمر به في الكتاب والسنة مؤكدا وما التزمه المرء من قبل نفسه كالنذر قلت وللعهد معان أخرى غير هذه كالأمان والوفاء والوصية واليمين ورعاية الحرمة والمعرفة واللقاء عن قرب والزمان والذمة وبعضها قد يتداخل والله أعلم . وقال ابن المنذر : من حلف بالعهد فحنث لزمه الكفارة سواء نوى أم لا عند مالك والأوزاعي والكوفيين وبه قال الحسن والشعبي وطاوس وغيرهم . قلت وبه قال أحمد . وقال عطاء والشافعي وإسحاق وأبو عبيد : لا تكون يمينا إلا إذا نوى وقد تقدم في أوائل كتاب الإيمان النقل عن الشافعي فيمن قال أمانة الله مثله وأغرب إمام الحرمين فادعى اتفاق العلماء على ذلك ولعله أراد من الشافعية ومع ذلك فالخلاف ثابت عندهم كما حكاه الماوردي وغيره عن أبي إسحاق المروزي واحتج للمذهب بأن عهد الله يستعمل في وصيته لعباده باتباع أوامره وغير ذلك كما ذكر فلا يحمل على اليمين إلا بالقصد وقال الشافعي : إذا قال علي عهد الله احتمل أن يريد معهوده وهو وصيته فيصير كقوله علي فرض الله أي مفروضه فلا يكون يمينا ; لأن اليمين لا تنعقد بمحدث فإن نوى بقوله عهد الله اليمين انعقدت وقال ابن المنذر : قد قال الله - تعالى - ألم أعهد إليكم يابني آدم أن لا تعبدوا الشيطان فمن قال علي عهد الله صدق ; لأن الله أخبر أنه أخذ علينا العهد فلا يكون ذلك يمينا إلا إن نواه واحتج الأولون بأن العرف قد صار جاريا به فحمل على اليمين وقال ابن التين : هذا لفظ يستعمل على خمسة أوجه الأول علي عهد الله والثاني وعهد الله الثالث عهد الله الرابع أعاهد الله الخامس علي العهد وقد طرد بعضهم ذلك في الجميع وفصل بعضهم فقال لا شيء في ذلك إلا إن قال علي عهد الله ونحوها وإلا فليست بيمين نوى أو لم ينو

                                                                                                                                                                                                        " 9914 ثم ذكر حديث عبد الله وهو ابن مسعود والأشعث بن قيس في نزول قوله - تعالى - إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا وسليمان في السند هو الأعمش ومنصور هو ابن المعتمر وسيأتي شرحه مستوفى بعد خمسة أبواب والله أعلم




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية