الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 9 ] ثم دخلت سنة ثنتين وتسعين ومائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فيها دخل هرثمة بن أعين إلى خراسان نائبا عليها ، وقبض على علي بن عيسى ، فأخذ أمواله وحواصله ، وأركبه على راحلة ، ونادى عليه ببلاد خراسان وكتب إلى الرشيد بذلك ، فشكره على ذلك ، ثم سيره إلى الرشيد بعد ذلك ، فحبس بداره ببغداد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها ولى الرشيد ثابت بن نصر بن مالك نيابة الثغور فدخل بلاد الروم ، وفتح مطمورة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها كان الفداء بين المسلمين والروم على يدي ثابت بن نصر .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها خرجت الخرمية بالجبل وبلاد أذربيجان فوجه الرشيد إليهم عبد الله بن مالك بن الهيثم الخزاعي في عشرة آلاف فارس فقتل منهم خلقا كثيرا ، وأسر وسبى ذراريهم ، وقدم بهم بغداد فأمر الرشيد بقتل الرجال منهم ، وبالذرية فبيعوا بها ، وكان قد غزاهم قبل ذلك خزيمة بن خازم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي ربيع الأول منها قدم الرشيد من الرقة إلى بغداد في السفن ، وقد [ ص: 10 ] استخلف على الرقة ابنه القاسم ، وبين يديه خزيمة بن خازم ومن نية الرشيد الذهاب إلى خراسان لغزو رافع بن ليث ؛ الذي كان قد خلع الطاعة ، واستحوذ على بلاد كثيرة من بلاد سمرقند وغيرها ، ثم خرج الرشيد في شعبان قاصدا خراسان واستخلف على بغداد ابنه محمدا الأمين ، وسأل المأمون من أبيه أن يخرج معه خوفا من غدر أخيه الأمين ، فأذن له ، فسار معه وقد شكا الرشيد في أثناء الطريق إلى بعض أمرائه جفاء بنيه الثلاثة الذين جعلهم ولاة العهد من بعده ، وأراه داء في جسده ، وقال : إن لكل واحد من الأمين والمأمون والقاسم عندي عينا علي ، وهم يعدون أنفاسي ، ويتمنون انقضاء أيامي وذلك شر لهم لو كانوا يعلمون . فدعا له ذلك الأمير ، ثم أمره الرشيد بالانصراف إلى عمله وودعه ، وكان آخر العهد به .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها تحرك ثروان الحروري ، وقتل عامل السلطان بطف البصرة . وفيها قتل الرشيد الهيصم اليماني . ومات عيسى بن جعفر وهو يريد اللحاق بالرشيد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها حج بالناس العباس بن عبد الله بن جعفر بن أبي جعفر المنصور .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية