الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه

                                                                                                                                                                                                        5838 حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال حدثني أبو حازم عن سهل قال أتي بالمنذر بن أبي أسيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين ولد فوضعه على فخذه وأبو أسيد جالس فلها النبي صلى الله عليه وسلم بشيء بين يديه فأمر أبو أسيد بابنه فاحتمل من فخذ النبي صلى الله عليه وسلم فاستفاق النبي صلى الله عليه وسلم فقال أين الصبي فقال أبو أسيد قلبناه يا رسول الله قال ما اسمه قال فلان قال ولكن أسمه المنذر فسماه يومئذ المنذر

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه ) هذه الترجمة منتزعة مما أخرج ابن أبي شيبة من مرسل عروة كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سمع الاسم القبيح حوله إلى ما هو أحسن منه وقد وصله الترمذي من وجه آخر عن هشام بذكر عائشة فيه .

                                                                                                                                                                                                        حديث سهل بن سعد .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أتي بالمنذر بن أسيد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حين ولد ) أبو أسيد بالتصغير صحابي مشهور ، وله أحاديث في الصحيح ، وتقدم ذكر ولده هذا في صلاة الجماعة في المغازي ، وتقدمت روايته عن أبيه في كتاب الطلاق ، وكان الصحابة إذا ولد لأحدهم الولد أتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - ليحنكه ويبارك عليه ، وقد تكرر ذلك في الأحاديث .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فوضعه على فخذه ) يعني إكراما له .

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 592 ] قوله : ( فلها النبي - صلى الله عليه وسلم - بشيء بين يديه ) أي اشتغل ، وكل ما شغلك عن شيء فقد ألهاك عن غيره . قال ابن التين : روي لهي بوزن علم وهي اللغة المشهورة ، وبالفتح لغة طيئ .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فاستفاق النبي - صلى الله عليه وسلم - ) أي انقضى ما كان مشتغلا به فأفاق من ذلك فلم ير الصبي فسأل عنه ، يقال أفاق من نومه ومن مرضه واستفاق بمعنى .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قلبناه ) بفتح القاف وتشديد اللام بعدها موحدة ساكنة أي صرفناه إلى منزله ، وذكر ابن التين أنه وقع في روايته أقلبناه بزيادة همزة أوله ، قال والصواب حذفها وأثبتها غيره لغة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ما اسمه ؟ قال فلان ) لم أقف على تعيينه ، فكأنه كان سماه اسما ليس مستحسنا فسكت عن تعيينه . أو سماه فنسيه بعض الرواة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ولكن اسمه المنذر ) أي ليس هذا الاسم الذي سميته به الذي يليق به بل هو المنذر ، قال الداودي : سماه المنذر تفاؤلا أن يكون له علم ينذر به . قلت : وتقدم في المغازي أنه سمي المنذر بالمنذر بن عمرو الساعدي الخزرجي وهو صحابي مشهور من رهط أبي أسيد .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية