الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب قول الرجل مرحبا وقالت عائشة قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة عليها السلام مرحبا بابنتي وقالت أم هانئ جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بأم هانئ

                                                                                                                                                                                                        5822 حدثنا عمران بن ميسرة حدثنا عبد الوارث حدثنا أبو التياح عن أبي جمرة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما قدم وفد عبد القيس على النبي صلى الله عليه وسلم قال مرحبا بالوفد الذين جاءوا غير خزايا ولا ندامى فقالوا يا رسول الله إنا حي من ربيعة وبيننا وبينك مضر وإنا لا نصل إليك إلا في الشهر الحرام فمرنا بأمر فصل ندخل به الجنة وندعو به من وراءنا فقال أربع وأربع أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وصوموا رمضان وأعطوا خمس ما غنمتم ولا تشربوا في الدباء والحنتم والنقير والمزفت [ ص: 578 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 578 ] قوله : ( باب قول الرجل مرحبا ) كذا للأكثر ، وفي رواية المستملي " باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - مرحبا " قال الأصمعي : معنى قوله " مرحبا " لقيت رحبا وسعة . وقال الفراء : نصب على المصدر ، وفيه معنى الدعاء بالرحب والسعة ، وقيل هو مفعول به أي لقيت سعة لا ضيقا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقالت عائشة قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لفاطمة : مرحبا بابنتي ) هذا طرف من حديث تقدم موصولا في علامات النبوة من رواية مسروق عن عائشة قالت : " أقبلت فاطمة تمشي " الحديث ، وفيه القدر المعلق ، وقد تقدم شرحه هناك .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقالت أم هانئ جئت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال مرحبا بأم هانئ ) هذا طرف من حديث تقدم موصولا في مواضع : منها في أوائل الصلاة من رواية أبي مرة مولى عقيل عن أم هانئ وفيه اغتسال النبي - صلى الله عليه وسلم - وغير ذلك .

                                                                                                                                                                                                        حديث ابن عباس في وفد عبد قيس وفيه قوله - صلى الله عليه وسلم - " مرحبا بالوفد وقد تقدم شرحه في كتاب الإيمان وفي كتاب الأشربة مستوفى ، وأخرجه هنا من طريق أبي التياح بالمثناة الفوقانية المفتوحة وتشديد التحتانية وآخره مهملة واسمه يزيد بن حميد عن أبي جمرة بالجيم والراء ، ووقع في سياق متنه ألفاظ ليست في رواية غيره ، منها قوله : مرحبا بالوفد الذين جاءوا ومنها قوله : أربع وأربع ، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأعطوا خمس ما غنمتم ولا تشربوا الحديث . والمعنى آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع كما في رواية غيره . ومنها جعله إعطاء الخمس من جملة الأربع ، وفي سائر الروايات هي زائدة على الأربع . وقد أخرج ابن أبي عاصم في هذا الباب حديث بريدة " أن عليا لما خطب فاطمة قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : مرحبا وأهلا " وهو عند النسائي وصححه الحاكم ، وأخرج فيه أيضا من حديث علي " استأذن عمار بن ياسر على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : مرحبا بالطيب المطيب " وهو عند الترمذي وابن ماجه والمصنف في " الأدب المفرد " وصححه ابن حبان والحاكم ، وأخرج ابن أبي عاصم وابن السني فيه أحاديث أخرى غير هذه .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية