الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب الرفق في الأمر كله

                                                                                                                                                                                                        5678 حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم قالت عائشة ففهمتها فقلت وعليكم السام واللعنة قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله فقلت يا رسول الله أولم تسمع ما قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قلت وعليكم [ ص: 464 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 464 ] قوله : ( باب الرفق في الأمر كله ) الرفق بكسر الراء وسكون الفاء بعدها قاف هو لين الجانب بالقول والفعل ، والأخذ بالأسهل ، وهو ضد العنف .

                                                                                                                                                                                                        حديث عائشة في قصة اليهود لما قالوا السام عليكم ، وسيأتي شرحه مستوفى في كتاب الاستئذان ، وقوله : إن الله يحب الرفق في الأمر كله في حديث عمرة عن عائشة عند مسلم إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف والمعنى أنه يتأتى معه من الأمور ما لا يتأتى مع ضده ، وقيل : المراد يثيب عليه ما لا يثيب على غيره ، والأول أوجه . وله في حديث شريح بن هانئ عنها إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، ولا ينزع من شيء إلا شانه وفي حديث أبي الدرداء من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير الحديث ، وأخرجه الترمذي وصححه وابن خزيمة . وفي حديث جرير عند مسلم من يحرم الرفق يحرم الخير كله وقوله فيه : " عن صالح " هو ابن كيسان .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية