الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب النوم قبل العشاء لمن غلب

                                                                                                                                                                                                        544 حدثنا أيوب بن سليمان هو ابن بلال قال حدثني أبو بكر عن سليمان هو ابن بلال قال حدثنا صالح بن كيسان أخبرني ابن شهاب عن عروة أن عائشة قالت أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعشاء حتى ناداه عمر الصلاة نام النساء والصبيان فخرج فقال ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم قال ولا يصلى يومئذ إلا بالمدينة وكانوا يصلون فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول [ ص: 60 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 60 ] قوله : ( باب النوم قبل العشاء لمن غلب ) في الترجمة إشارة إلى أن الكراهة مختصة بمن تعاطى ذلك مختارا ، وقيل ذلك مستفاد من ترك إنكاره - صلى الله عليه وسلم - على من رقد من الذين كانوا ينتظرون خروجه لصلاة العشاء ، ولو قيل بالفرق بين من غلبه النوم في مثل هذه الحالة وبين من غلبه وهو في منزله مثلا لكان متجها .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثني أبو بكر ) هو عبد الحميد بن أبي أويس واسمه عبد الله أخو إسماعيل شيخ البخاري ويعرف بالأعشى .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ولا تصلى ) بالمثناة الفوقانية وفتح اللام المشددة أي صلاة العشاء ، والمراد أنها لا تصلى بالهيئة المخصوصة وهي الجماعة إلا بالمدينة ، وبه صرح الداودي ، لأن من كان بمكة من المستضعفين لم يكونوا يصلون إلا سرا ، وأما غير مكة والمدينة من البلاد فلم يكن الإسلام دخلها .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وكانوا ) أي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، وفي هذا بيان الوقت المختار لصلاة العشاء لما يشعر به السياق من المواظبة على ذلك ، وقد ورد بصيغة الأمر في هذا الحديث عند النسائي من رواية إبراهيم ابن أبي عبلة عن الزهري ولفظه ثم قال صلوها فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل وليس بين هذا وبين قوله في حديث أنس أنه أخر الصلاة إلى نصف الليل معارضة لأن حديث عائشة محمول على الأغلب من عادته - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                                                                                                                                        ( فائدة : زاد مسلم من رواية يونس عن ابن شهاب في هذا الحديث : قال ابن شهاب وذكر لي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " وما كان لكم أن تنزروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للصلاة " وذلك حين صاح عمر ، وقوله " تنزروا " بفتح المثناة الفوقانية وسكون النون وضم الزاي بعدها راء ، أي تلحوا عليه ، وروي بضم أوله بعدها موحدة ثم راء مكسورة ثم زاي أي تخرجوا .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية