الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب دعاء العائد للمريض وقالت عائشة بنت سعد عن أبيها قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اشف سعدا

                                                                                                                                                                                                        5351 حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن منصور عن إبراهيم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى مريضا أو أتي به قال أذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما قال عمرو بن أبي قيس وإبراهيم بن طهمان عن منصور عن إبراهيم وأبي الضحى إذا أتي بالمريض وقال جرير عن منصور عن أبي الضحى وحده وقال إذا أتى مريضا

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب دعاء العائد للمريض ) أي بالشفاء ونحوه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقالت عائشة بنت سعد ) أي ابن أبي وقاص ، وهذا طرف من حديثه الطويل في الوصية بالثلث ، وقد تقدم موصولا في " باب وضع اليد على المريض " قريبا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن منصور ) هو ابن المعتمر ، وإبراهيم هو النخعي .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إذا أتى مريضا أو آتي به ) شك من الراوي ، وقد حكى المصنف الاختلاف فيه في الروايات المعلقة بعد .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( لا يغادر ) بالغين المعجمة أي لا يترك ، وفائدة التقييد بذلك أنه قد يحصل الشفاء من ذلك المرض فيخلفه مرض آخر يتولد منه ، فكان يدعو له بالشفاء المطلق لا بمطلق الشفاء .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال عمرو بن أبي قيس وإبراهيم بن طهمان عن منصور عن إبراهيم وأبي الضحى إذا أتى المريض ) وقع في رواية الكشميهني " إذا أتي بالمريض " وهو أصوب ، فأما عمرو بن أبي قيس فهو الرازي وأصله من الكوفة ولا يعرف اسم أبيه وهو صدوق ، ولم يخرج له البخاري إلا تعليقا ، وقد وقع لنا حديثه هذا موصولا في " فوائد أبي العباس محمد بن نجيح " من رواية محمد بن سعيد بن سابق القزويني عنه بلفظ " إذا أتي بالمريض " وأما إبراهيم بن طهمان فوصل طريقه الإسماعيلي من رواية محمد بن سابق التميمي الكوفي نزيل بغداد عنه بلفظ " إذا أتي بمريض " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال جرير عن منصور عن أبي الضحى وحده وقال : إذا أتى مريضا ) وهذا وصله ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن جرير بلفظ " إذا أتى إلى المريض فدعا له " وهي عند مسلم أيضا ، وقد دلت رواية كل من جرير وأبي عوانة على أن عمرو بن أبي قيس وإبراهيم بن طهمان حفظا عن منصور أن الحديث عنده عن شيخين ، وأنه تارة يحدث به تارة عن هذا وتارة عن هذا ، وقد أخرجه مسلم من طريق إسرائيل عن منصور عنهما كذلك ، ورجح عند البخاري رواية منصور عن إبراهيم وحده لأن الثوري رواها عن منصور كذلك كما سيأتي في أثناء كتاب الطب ، ووافقه ورقاء عن منصور عند النسائي ، وسفيان أحفظ الجميع ، لكن رواية جرير غير مرفوعة والله أعلم . وقد استشكل الدعاء للمريض بالشفاء مع ما في المرض من كفارة الذنوب والثواب كما تضافرت الأحاديث بذلك ، والجواب أن الدعاء عبادة ، ولا ينافي الثواب والكفارة لأنهما يحصلان بأول مرض وبالصبر عليه ، والداعي بين حسنتين : إما أن يحصل له مقصوده ، أو يعوض عنه بجلب نفع أو دفع ضر ، وكل من فضل الله - تعالى - .

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 138 ]



                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية