الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 439 ] ثم دخلت سنة ثلاث وتسعين

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها افتتح مسلمة بن عبد الملك حصونا كثيرة من بلاد الروم; منها حصن الحديد ، وغزالة ، وماسة ، وغير ذلك ، وفيها غزا العباس بن الوليد ففتح سبسطية ، وفيها غزا مروان بن الوليد الروم حتى بلغ خنجرة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها كتب خوارزم شاه إلى قتيبة يدعوه إلى الصلح ، وأن يعطيه من بلاده مدائن ، وأن يدفع إليه أموالا ورقيقا كثيرا على أن يقاتل أخاه ، ويسلمه إليه ، فإنه قد أفسد في الأرض وبغى على الناس ، وعسفهم ، وكان أخوه هذا لا يسمع بشيء حسن عند أحد إلا بعث إليه فأخذه منه ، سواء كان مالا أو نساء أو صبيانا أو دواب أو غيره ، فأقبل قتيبة نصره الله في الجيوش فسلم إليه خوارزم شاه ما صالحه عليه ، وبعث قتيبة إلى بلاد أخي خوارزم شاه جيشا ، فقتلوا منهم خلقا كثيرا وأسروا أخاه ومعه أربعة آلاف أسير ، فدفع أخاه إليه وأمر قتيبة بالأسارى فضربت أعناقهم بحضرته; قتل ألفا بين يديه ، وألفا عن يمينه ، وألفا عن شماله ، وألفا من وراء ظهره; ليرهب بذلك الأعداء من الأتراك وغيرهم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية