الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب صيد المعراض وقال ابن عمر في المقتولة بالبندقة تلك الموقوذة وكرهه سالم والقاسم ومجاهد وإبراهيم وعطاء والحسن وكره الحسن رمي البندقة في القرى والأمصار ولا يرى بأسا فيما سواه

                                                                                                                                                                                                        5159 حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي قال سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعراض فقال إذا أصبت بحده فكل فإذا أصاب بعرضه فقتل فإنه وقيذ فلا تأكل فقلت أرسل كلبي قال إذا أرسلت كلبك وسميت فكل قلت فإن أكل قال فلا تأكل فإنه لم يمسك عليك إنما أمسك على نفسه قلت أرسل كلبي فأجد معه كلبا آخر قال لا تأكل فإنك إنما سميت على كلبك ولم تسم على آخر

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله ( باب صيد المعراض ) تقدم تفسيره في الذي قبله .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( وقال ابن عمر في المقتولة بالبندقة : تلك الموقوذة ، وكرهه سالم والقاسم ومجاهد وإبراهيم وعطاء والحسن ) أما أثر ابن عمر فوصله البيهقي من طريق أبي عامر العقدي عن زهير هو ابن محمد عن زيد بن أسلم عن ابن عمر أنه كان يقول " المقتولة بالبندقة تلك الموقوذة " وأخرج ابن أبي شيبة من طريق نافع عن ابن عمر أنه " كان لا يأكل ما أصابت البندقة " ولمالك في الموطأ عن نافع " رميت طائرين بحجر فأصبتهما ، فإما أحدهما فمات فطرحه ابن عمر " . وأما سالم وهو ابن عبد الله بن عمر والقاسم وهو ابن محمد بن أبي بكر الصديق فأخرج ابن أبي شيبة عن الثقفي عن عبيد الله بن عمر عنهما " أنهما كانا يكرهان البندقة ، إلا ما أدركت [ ص: 519 ] ذكاته " . ولمالك في " الموطأ " أنه " بلغه أن القاسم بن محمد كان يكره ما قتل بالمعراض والبندقة " . وأما مجاهد فأخرج ابن أبي شيبة من وجهين أنه كرهه ، زاد في أحدهما " لا تأكل إلا أن يذكى " . وأما إبراهيم وهو النخعي فأخرج ابن أبي شيبة من رواية الأعمش عنه " لا تأكل ما أصبت بالبندقة إلا أن يذكى " . وأما عطاء فقال عبد الرزاق عن ابن جريج " قال عطاء : إن رميت صيدا ببندقة فأدركت ذكاته فكله ، وإلا فلا تأكله " وأما الحسن وهو البصري فقال ابن أبي شيبة " حدثنا عبد الأعلى عن هشام عن الحسن : إذا رمى الرجل الصيد بالجلاهقة فلا تأكل ، إلا أن تدرك ذكاته " . والجلاهقة بضم الجيم وتشديد اللام وكسر الهاء بعدها قاف هي البندقة بالفارسية والجمع جلاهق .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( وكره الحسن رمي البندقة في القرى والأمصار ، ولا يرى به بأسا فيما سواه ) وصله [1] ثم ذكر حديث عدي بن حاتم من طريق عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي ، وقد تقدم شرحه مستوفى في الباب الذي قبله .

                                                                                                                                                                                                        حديث عدي بن حاتم من طريق عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي ، قد تقدم شرحه مستوفى في الباب الذي قبله .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية