الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6193 - وعن أم سلمة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا فاطمة عام الفتح فناجاها ، فبكت ، ثم حدثها فضحكت ، فلما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألتها عن بكائها وضحكها . قالت : أخبرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه يموت فبكيت ، ثم أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران ، فضحكت . رواه الترمذي .

التالي السابق


6193 - ( وعن أم سلمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا فاطمة عام الفتح ) : الظاهر أن هذا وهم إذ لم يثبت عند أرباب السير وقوع هذه القضية عام الفتح ، بل كان هذا في عام حجة الوداع ، أو حال مرض موته - عليه السلام - ( فناجاها ) ، أي كلمها بالسر ( فبكت ، ثم حدثها ) ، أي : خفية أيضا ( فضحكت ) ، وتقدم أن عائشة سألتها في حياته فلم تجبها وبعد مماته أجابتها نحو ما ذكرت أم سلمة بقولها : ( فلما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألتها عن بكائها وضحكها ) . أي عن سببهما ( فقالت ) : وفي نسخة قالت : ( أخبرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه يموت ) ، أي : قريبا ( فبكيت ، ثم أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران ، فضحكت ) . وهو لا ينافي ما قال لها أيضا من أنك أول من يلحقني من أهلي على ما سبق . قال الطيبي : هذا الحديث غير مناسب لهذا الباب إنما يناسب باب مناقب أهل البيت ، لكن ذكره مستطردا للحديث الأول من هذا الفصل ؛ ذكرت فيه فاطمة مع ذكر خديجة ومريم ، وهو فن من بديع الكلام . اهـ . فيكون تفصيلا لبعض ما سبق مجملا ، ولا يبعد أن يكون تلميحا إلى ما ورد من أن مريم تكون زوجة نبينا في الجنة . ( رواه الترمذي ) . وفي الجامع : " فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران " . رواه الحاكم في مستدركه .




الخدمات العلمية