الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          السواك من سنن الوضوء والصلاة : روى الجماعة ( أحمد والشيخان وأصحاب السنن الأربعة ) من حديث أبي هريرة مرفوعا : " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " . وفي رواية لأحمد " لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء " . وللبخاري تعليقا " لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء " . قال ابن منده في حديث الجماعة : " إنه مجمع على صحته " . وروى أحمد ، والنسائي ، وابن حبان من حديث عائشة ، مرفوعا : " السواك مطهرة للفم ، مرضاة للرب " . وروي عنها وعن غيرها في الصحاح والسنن أنه صلى الله عليه وسلم كان يستاك عند القيام من كل نوم في ليل أو نهار ، وعند دخول بيته . والسواك يطلق على العود الذي يستاك به ، وعلى الاستياك نفسه ، وهو دلك الأسنان بذلك العود ، أو بشيء آخر خشن تنظف به الأسنان ، يقال : ساك فمه يسوكه سوكا ، ويقال : استاك ، ولكن لا يقال استاك فمه ، وخير العيدان للاستياك ، عود الأراك المعروف الذي يؤتى به من الحجاز ; لأنه إذا دق طرفه قليلا يصير خيرا من السواك الصناعية التي تسمى " فرشة الأسنان " ، ويقال إن من خواصه شد اللثة ; أي أن فيه مادة تنفصل منه عند الاستياك بها تشد اللثة وتحصل السنة بالاستياك بالفرشة ، كما تحصل بشوص الأسنان ( دلكها ) بكل خشن يزيل القلح ( صفرة الأسنان ) وينظف الفم . ومن يواظب على السواك من أول عمره تحفظ له أسنانه التي هي ركن من أعظم أركان الصحة والجمال ، وهي نعمة لا يعرف أكثر الناس قيمتها إلا بعد أن يفسدها السوس ، ويضطر إلى قلعها بعد أن يقاسي من آلامها ما يقاسي .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية