الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3893 حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن خالد ابن عثمة قال حدثني موسى بن يعقوب الزمعي عن هاشم بن هاشم أن عبد الله بن وهب بن زمعة أخبره أن أم سلمة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة عام الفتح فناجاها فبكت ثم حدثها فضحكت قالت فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها عن بكائها وضحكها قالت أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يموت فبكيت ثم أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران فضحكت قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن هاشم بن هاشم ) بن عتبة بن أبي وقاص الزهري المدني ويقال هاشم بن [ ص: 269 ] هاشم وثقه ابن معين والنسائي ( أن عبد الله بن وهب ) بن زمعة بن الأسود بن المطلب الأسدي الأصغر ، كان عريف قومه بني أسد وقتل أخوه عبد الله الأكبر يوم الدار ، وهو ثقة من الثالثة . قوله : ( دعا فاطمة عام الفتح ) قال القاري : الظاهر أن هذا وهم إذ لم يثبت عند أرباب السير وقوع هذه القضية عام الفتح بل كان هذا في عام حجة الوداع ، أو حال مرض موته -عليه السلام- . انتهى . قلت : حديث عائشة المتقدم في فضل فاطمة صريح في أنه كان في مرض موته -صلى الله عليه وسلم- ( فناجاها ) أي : كلمها بالسر ( ثم حدثها ) أي : خفية أيضا ( عن بكائها وضحكها ) أي : عن سببهما ( أنه يموت ) أي : قريبا ( ثم أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران ) الاستثناء يحتمل التساوي ويحتمل العكس في الفضل ، وقيل : لعله ورد قبل أن يوحى إليه -صلى الله عليه وسلم- بفضل فاطمة على نساء العالمين كذا في اللمعات ( فضحكت ) قد سبق في فضل فاطمة في حديث عائشة ، ثم أخبرني أني أسرع أهله لحوقا به . فذاك حين ضحكت فلعله -صلى الله عليه وسلم- أخبرها عن الأمرين جميعا والله أعلم . قوله : ( هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ) وأخرجه النسائي في خصائص علي .




                                                                                                          الخدمات العلمية