الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2378 حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عامر وأبو داود قالا حدثنا زهير بن محمد حدثني موسى بن وردان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا أبو عامر ) العقدي البصري ( وأبو داود ) الطيالسي ( قالا : أخبرنا زهير بن محمد ) التميمي ( حدثني موسى بن وردان ) العامري مولاهم أبو عمر المصري مدني الأصل صدوق ربما أخطأ ، من الثالثة .

                                                                                                          [ ص: 42 ] قوله : ( الرجل ) يعني الإنسان ( على دين خليله ) أي على عادة صاحبه وطريقته وسيرته ( فلينظر ) أي فليتأمل وليتدبر ( من يخالل ) من المخالة وهي المصادقة والإخاء ، فمن رضي دينه وخلقه خالله ومن لا تجنبه ، فإن الطباع سراقة والصحبة مؤثرة في إصلاح الحال وإفساده . قال الغزالي : مجالسة الحريص ومخالطته تحرك الحرص ومجالسة الزاهد ومخاللته تزهد في الدنيا ; لأن الطباع مجبولة على التشبه والاقتداء بل الطبع يسرق من الطبع من حيث لا يدري .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) قال صاحب المشكاة بعد ذكر هذا الحديث : رواه أحمد والترمذي وأبو داود والبيهقي في شعب الإيمان وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب . وقال النووي إسناده صحيح ، انتهى . قال الطيبي : ذكره في رياض الصالحين . وغرض المؤلف من إيراده والإطناب فيه دفع الطعن في هذا الحديث ورفع توهم من توهم أنه موضوع .

                                                                                                          قال السيوطي : هذا الحديث أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدين القزويني على المصابيح ، وقال إنه موضوع . وقال الحافظ ابن حجر في رده عليه : قد حسنه الترمذي وصححه الحاكم كذا في المرقاة .




                                                                                                          الخدمات العلمية