الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              باب ما جاء في الدعاء إذا قام الرجل من الليل

                                                                              1355 حدثنا هشام بن عمار حدثنا سفيان بن عيينة عن سليمان الأحول عن طاوس عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تهجد من الليل قال اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيام السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت مالك السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك حق وقولك حق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق والنبيون حق ومحمد حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ولا إله غيرك ولا حول ولا قوة إلا بك حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا سليمان بن أبي مسلم الأحول خال ابن أبي نجيح سمع طاوسا عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل للتهجد فذكر نحوه

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( أنت نور السماوات والأرض ) أي منورهما وبك يهتدي من فيهما وقيل المنزه من كل عيب يقال فلان منور أي مبرأ من العيب ويقال هو اسم مدح تقول فلان نور البلد أي مزينه قوله : ( قيام السماوات ) كعلام أي القائم بأمره وتدبيره السماوات وغيرها [ ص: 409 ] قوله : ( أنت الحق ) أي واجب الوجود (ووعدك حق ) أي صادق لا يمكن التخلف فيه وهكذا يفسر الحق في كل محل بما يناسب ذلك المحل وأما التعريف فالظاهر أن تعريف الخبر فيهما ليس للقصر وإنما هو لإفادة أن الحكم به ظاهر مسلم لا منازع فيه كما قال علماء المعاني في قوله ووالاك العبد وذلك لأن مرجع هذا الكلام إلى أنه تعالى موجود صادق الوعد وهذا أمر يقول به المؤمن والكافر قال تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ولم يعرف في ذلك منازع بعده يعتد به وكأنه لهذا عدل إلى التنكير في البقية حيث وجد المنازع فيها بقي أن المناسب بذلك أن يقال وقولك الحق كما في رواية مسلم فكان التنكير في رواية الكتاب للمشاكلة قوله : ( ومحمد حق ) التأخير للتواضع وهو أنسب بمقام الدعاء وذكره على الإفراد لذلك وليتوسل بكونه نبيا حقا إلى إجابة الدعاء وقيل هو من عطف الخاص على العام تعظيما له بكونه نبيا حقا إلى إجابة الدعاء قوله : ( لك أسلمت ) أي انقدت وخضعت والظاهر أن تقديم الجار والمجرور للقصر بالنظر إلى سائر من عبد من دون الله تعالى قوله : ( وبك خاصمت ) أي بحجتك أو بقوتك (حاكمت ) أي رفعت الحكومة (ما قدمت وما أخرت ) أي ما فعلت قبل وما سأفعل بعد أو ما فعلت وما تركت .




                                                                              الخدمات العلمية