الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1796 حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد كلاهما عن أبي عوانة قال يحيى أخبرنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان قال دميت إصبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض تلك المشاهد فقال

                                                                                                                هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت

                                                                                                                وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وإسحق بن إبراهيم جميعا عن ابن عيينة عن الأسود بن قيس بهذا الإسناد وقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار فنكبت إصبعه

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت لفظ ( ما ) هنا بمعنى ( الذي ) أي : الذي لقيته محسوب في سبيل الله ، وقد سبق في باب غزوة حنين أن الرجز هل هو شعر ؟ وأن من قال : هو شعر قال : شرط أن يكون مقصودا ، وهذا ليس مقصودا ، وأن الرواية المعروفة : دميت ولقيت بكسر التاء ، وأن بعضهم أسكنها .

                                                                                                                قوله : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم في غار فنكبت إصبعه ) كذا هو في الأصول ( في غار ) قال القاضي عياض : قال أبو الوليد الكناني : لعله ( غازيا ) فتصحف كما قال في الرواية الأخرى : ( في بعض المشاهد ) وكما جاء في رواية البخاري : ( بينما النبي صلى الله عليه وسلم يمشي إذ أصابه حجر ) قال القاضي : وقد يراد بالغار هنا الجيش والجمع ، لا الغار الذي هو الكهف ، فيوافق رواية : بعض المشاهد ، ومنه قول علي - رضي الله عنه - : ( ما ظنك بامرئ بين هذين الغارين ) أي : العسكرين والجمعين .




                                                                                                                الخدمات العلمية