الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 430 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ( 26 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : الله يوسع على من يشاء من خلقه في رزقه ، فيبسط له منه لأن منهم من لا يصلحه إلا ذلك ( ويقدر ) ، يقول : ويقتر على من يشاء منهم في رزقه وعيشه ، فيضيقه عليه؛ لأنه لا يصلحه إلا الإقتار ( وفرحوا بالحياة الدنيا ) ، يقول تعالى ذكره : وفرح هؤلاء الذين بسط لهم في الدنيا من الرزق على كفرهم بالله ومعصيتهم إياه بما بسط لهم فيها ، وجهلوا ما عند الله لأهل طاعته والإيمان به في الآخرة من الكرامة والنعيم .

ثم أخبر جل ثناؤه عن قدر ذلك في الدنيا فيما لأهل الإيمان به عنده في الآخرة وأعلم عباده قلته ، فقال : ( وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ) ، يقول : وما جميع ما أعطي هؤلاء في الدنيا من السعة وبسط لهم فيها من الرزق ورغد العيش ، فيما عند الله لأهل طاعته في الآخرة ( إلا متاع ) قليل ، وشيء حقير ذاهب . كما : -

20353 - حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا شبابة قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( إلا متاع ) قال : قليل ذاهب .

20354 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد

20355 - . . . قال : وحدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ) ، قال : قليل ذاهب .

[ ص: 431 ]

20356 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن بكير بن الأخنس ، عن عبد الرحمن بن سابط في قوله : ( وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ) قال : كزاد الراعي ، يزوده أهله الكف من التمر ، أو الشيء من الدقيق ، أو الشيء يشرب عليه اللبن .

التالي السابق


الخدمات العلمية