الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              138- أسماء بنت الصديق

              ومنهن الصادقة الذاكرة ، الصابرة الشاكرة ، أسماء بنت الصديق الشاقة نطاقها ، لمعصم قربة النبي صلى الله عليه وسلم وعلاقتها .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا ابن نمير ، ثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : دخلت على أسماء وهي تصلي فسمعتها وهي تقرأ هذه الآية : فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم . فاستعاذت فقمت وهي تستعيذ ، فلما طال علي أتيت السوق ثم رجعت وهي في بكائها تستعيذ .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا منجاب ، ثنا علي بن مسهر ، عن هشام بن عروة ، عن فاطمة بنت المنذر ، عن أسماء بنت أبي بكر ، قالت : لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج إلى المدينة صنعت سفرته في بيت أبي بكر ، فقال أبو بكر : ابغيني معلاقا لسفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعصاما لقربته ، فقلت : ما أجد إلا نطاقي ، قال : فهاتيه ، قالت : فقطعته باثنين فجعل إحداهما للسفرة والأخرى للقربة ، فلذلك سميت ذات النطاقين .

              حدثنا حبيب بن الحسن ، ثنا محمد بن يحيى ، ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ، [ ص: 56 ] ثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير أن أباه حدثه عن جدته أسماء بنت أبي بكر قالت : لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج أبو بكر معه احتمل أبو بكر ماله كله معه - خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم - فانطلق بها معه ، قالت : فدخل علينا جدي أبو قحافة - وقد ذهب بصره - فقال : والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه ؟ قالت : قلت : كلا يا أبة إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا ، قالت : فأخذت أحجارا فوضعتها في كوة في البيت كان أبي يضع فيها ماله ثم وضعت عليها ثوبا ثم أخذت بيده ، فقلت : ضع يدك يا أبت على هذا المال ، قال : فوضع يده ، فقال : لا بأس إن كان ترك لكم هذا فقد أحسن ، ففي هذا لكم بلاغ ، قالت : لا والله ما ترك لنا شيئا ولكني أردت أن أسكن الشيخ بذلك .

              قال ابن إسحاق : وحدثت عن أسماء قالت : لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليهم ، فقالوا : أين أبوك يا بنت أبي بكر ؟ قالت : قلت : لا أدري والله أين أبي ، قالت : فرفع أبو جهل يده وكان فاحشا خبيثا فلطم خدي لطمة خر منها قرطي ، قالت : ثم انصرفوا .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية