الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب اختلافهم في البسملة

                                                          والكلام على ذلك في فصول

                                                          ( الأول ) بين السورتين . وقد اختلفوا في الفصل بينهما بالبسملة وبغيرها وفي الوصل بينهما ، ففصل بالبسملة بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة ابن كثير ، وعاصم ، والكسائي وأبو جعفر ، وقالون الأصبهاني عن ورش ، ووصل بين كل سورتين حمزة ، واختلف عن خلف في اختياره بين الوصل والسكت ، فنص له أكثر الأئمة المتقدمين على الوصل ، وهو الذي في " المستنير " ، " والمبهج " ، و " كفاية " سبط الخياط ، وغاية أبي العلاء ، ونص له صاحب الإرشاد على السكت ، وهو الذي عليه أكثر المتأخرين الآخذين بهذه القراءة كابن الكدي ، وابن الكال ، وابن زريق الحداد ، ، وأبي الحسن الديواني ، وابن مؤمن صاحب الكنز ، وغيرهم ، واختلف أيضا عن الباقين ، وهم أبو عمرو ، وابن عامر ويعقوب ، [ ص: 260 ] وورش من طريق الأزرق بين الوصل والسكت والبسملة . فأما أبو عمرو فقطع له بالوصل صاحب " العنوان " وصاحب " الوجيز " ، وهو أحد الوجهين في جامع البيان للداني ، وبه قرأ شيخه الفارسي ، عن أبي طاهر ، وهو طريق أبي إسحاق الطبري في المستنير وغيره ، وهو ظاهر عبارة الكافي ، وأحد الوجهين في الشاطبية ، وبه قرأ صاحب التجريد على عبد الباقي ، ، وهو أحد الوجوه الثلاثة في الهداية ، وبه قطع في غاية الاختصار لغير السوسي ، وبه قطع الحضرمي في " المفيد " للدوري عنه ، وقطع له بالسكت صاحب " الهداية " في الوجه الثاني و " التبصرة " و " تلخيص العبارات " ، و " تلخيص أبي معشر " والإرشاد لابن غلبون والتذكرة " ، وهو الذي في " المستنير " و " الروضة " وسائر كتب العراقيين لغير ابن حبش عن السوسي ، وفي " الكافي " أيضا ، وقال : إنه أخذ من البغداديين ، وهو الذي اختاره الداني ، وقرأ به على أبي الحسن وأبي الفتح وابن خاقان ، ولا يؤخذ من التيسير بسواه عند التحقيق ، وهو الوجه الآخر في الشاطبية وبه قرأ صاحب " التجريد " على الفارسي للدوري ، وقطع به في غاية " الاختصار " للدوري أيضا ، وقطع له بالبسملة صاحب " الهادي " وصاحب " الهداية " في الوجه الثالث ، وهو اختيار صاحب " الكافي " ، وهو الذي رواه ابن حبش عن السوسي ، وهو الذي في غاية الاختصار للسوسي ، وقال الخزاعي ، والأهوازي ومكي وابن سفيان والهذلي : والتسمية بين السورتين مذهب البصريين ، عن أبي عمرو ، وأما ابن عامر فقطع له بالوصل صاحب " الهداية " ، وهو أحد الوجهين في " الكافي " " والشاطبية " وقطع له بالسكت صاحبا " التلخيص " و " التبصرة " ، وابنا غلبون ، واختيار الداني ، وبه قرأ على شيخه أبي الحسن ، ولا يؤخذ من اليسير بسواه ، وهو الوجه الآخر في " الشاطبية " وقطع له بالبسملة صاحب العنوان ، وصاحب التجريد ، وجميع العراقيين ، وهو الوجه الآخر " الكافي " ، وبه قرأ الداني على الفارسي وأبي الفتح ، وهو الذي لم يذكر المالكي في " الروضة " سواه ، وهو الذي في الكامل ، وأما يعقوب فقطع له بالوصل صاحب " غاية الاختصار " ، وقطع له بالسكت صاحب " المستنير " و " الإرشاد " و " الكفاية " [ ص: 261 ] وسائر العراقيين ، وقطع له بالبسملة صاحب التذكرة ، والداني وابن الفحام وابن شريح ، وصاحب " الوجيز " ، و " الكامل " ، وأما ورش من طريق الأزرق فقطع له بالوصل صاحب " الهداية " وصاحب " العنوان " الحضرمي وصاحب " المفيد " ، وهو ظاهر عبارة " الكافي " ، وأحد الوجوه الثلاثة في " الشاطبية " ، وقطع له بالسكت ابنا غلبون ، وابن بليمة صاحب " التلخيص " ، وهو الذي في " التيسير " ، وبه قرأ الداني على جميع شيوخه ، وهو الوجه الثاني في " الشاطبية " وأحد الوجهين في " التبصرة " من قراءته على أبي الطيب ، وهو ظاهر عبارة الكامل الذي لم يذكر له غيره ، وقطع له بالبسملة صاحب " التبصرة " من قراءته على أبي عدي ، وهو اختيار صاحب " الكافي " ، وهو الوجه الثالث في " الشاطبية " ، وبه كان يأخذ أبو غانم وأبو بكر الأذفوي وغيرهما عن الأزرق .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية