الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من اعتل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ مرض أبي بكر وعامر وبلال وحديث عائشة عنهم ]

قال ابن إسحاق : وحدثني هشام بن عروة ، وعمر بن عبد الله بن عروة ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، قدمها وهي أوبأ أرض الله من الحمى ، فأصاب أصحابه منها بلاء وسقم ، فصرف الله تعالى ذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم . قالت فكان أبو بكر ، وعامر بن فهيرة ، وبلال ، موليا أبي بكر ، مع أبي بكر في بيت واحد ، فأصابتهم الحمى ، فدخلت عليهم أعودهم ، وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب ، وبهم ما لا يعلمه إلا الله من شدة الوعك ، فدنوت من أبي بكر ، فقلت له : كيف تجدك يا أبت ؟ فقال :

:


كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله

[ ص: 589 ] قالت : فقلت : والله ما يدري أبي ما يقول . قالت : ثم دنوت إلى عامر بن فهيرة فقلت له : كيف تجدك يا عامر ؟ فقال :

:


لقد وجدت الموت قبل ذوقه     إن الجبان حتفه من فوقه
كل امرئ مجاهد بطوقه     كالثور يحمي جلده بروقه

( بطوقه ) يريد : بطاقته ، فيما قال ابن هشام : قالت : فقلت : والله ما يدري عامر ما يقول قالت : وكان بلال إذا تركته الحمى اضطجع بفناء البيت ثم رفع عقيرته فقال :

:


ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة     بفخ وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة     وهل يبدون لي شامة وطفيل

قال ابن هشام : شامة وطفيل : جبلان بمكة .

التالي السابق


الخدمات العلمية