الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب استذكار القرآن وتعاهده

                                                                                                                                                                                                        4743 حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب استذكار القرآن ) أي طلب ذكره بضم الذال ( وتعاهده ) أي تجديد العهد به بملازمة تلاوته .

                                                                                                                                                                                                        وذكر في الباب ثلاثة أحاديث :

                                                                                                                                                                                                        الأول : قوله : ( إنما مثل صاحب القرآن ) أي مع القرآن ، والمراد بالصاحب الذي ألفه ، قال عياض : المؤالفة المصاحبة ، وهو كقوله أصحاب الجنة ، وقوله ألفه أي ألف تلاوته ، وهو أعم من أن يألفها نظرا من المصحف أو عن ظهر قلب ، فإن الذي يداوم على ذلك يذل له لسانه ويسهل عليه قراءته ، فإذا هجره ثقلت عليه القراءة وشقت عليه ، وقوله " إنما " يقتضي الحصر على الراجح ، لكنه حصر مخصوص بالنسبة إلى الحفظ والنسيان بالتلاوة والترك .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( كمثل صاحب الإبل المعقلة ) أي مع الإبل المعقلة . والمعقلة بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد القاف أي المشدودة بالعقال وهو الحبل الذي يشد في ركبة البعير ، شبه درس القرآن واستمرار تلاوته بربط البعير [ ص: 698 ] الذي يخشى منه الشراد ، فما زال التعاهد موجودا فالحفظ موجود ، كما أن البعير ما دام مشدودا بالعقال فهو محفوظ . وخص الإبل بالذكر لأنها أشد الحيوان الإنسي نفورا ، وفي تحصيلها بعد استمكان نفورها صعوبة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إن عاهد عليها أمسكها ) أي استمر إمساكه لها ، وفي رواية أيوب عن نافع عند مسلم " فإن عقلها حفظها " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وإن أطلقها ذهبت ) أي انفلتت . وفي رواية عبيد الله بن عمر عن نافع عند مسلم " إن تعاهدها صاحبها فعقلها أمسكها ، وإن أطلق عقلها ذهبت " وفي رواية موسى بن عقبة عن نافع إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره ، وإذا لم يقم به نسيه .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية