الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      خالد بن معدان ( ع )

                                                                                      ابن أبي كرب ، الإمام ، شيخ أهل الشام ، أبو عبد الله الكلاعي ، الحمصي . [ ص: 537 ] حدث عن خلق من الصحابة - وأكثر ذلك مرسل - روى عن ثوبان ، وأبي أمامة الباهلي ، ومعاوية ، وأبي هريرة ، والمقدام بن معدي كرب ، وابن عمر ، وعتبة بن عبد ، وعبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن بسر المازني ، وذي مخبر ابن أخي النجاشي ، وجبير بن نفير ، وحجر بن حجر ، وربيعة بن الغاز ، وخيار بن سلمة ، وعبد الله بن أبي هلال ، وعمرو بن الأسود - وهو عمير - وكثير بن مرة ، ومالك بن يخامر ، وأبي بحرية ، وأبي رهم السماعي ، وطائفة .

                                                                                      وأرسل عن معاذ بن جبل ، وأبي الدرداء ، وعائشة ، وعبادة بن الصامت ، وأبي عبيدة بن الجراح ، وغيرهم .

                                                                                      روى عنه محمد بن إبراهيم التيمي ، وحسان بن عطية ، وعامر بن جشيب ، وفضيل بن فضالة ، وثور بن يزيد والأحوص بن حكيم وبحير بن سعد ، وصفوان بن عمرو ، ومحمد بن عبد الله الشعيثي ، ويزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك وإبراهيم بن أبي عبلة ، وعبدة بنت خالد ابنته ، وقوم آخرهم وفاة حريز بن عثمان الرحبي .

                                                                                      وهو معدود في أئمة الفقه ، وثقه ابن سعد والعجلي ، ويعقوب بن شيبة ، وابن خراش ، والنسائي .

                                                                                      روى إسماعيل بن عياش : حدثتنا عبدة بنت خالد ، وأم الضحاك بنت راشد مولاة خالد بن معدان ، [ ص: 538 ] أن خالد بن معدان قال : أدركت سبعين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                      بقية ، عن بحير بن سعد ، قال : ما رأيت أحدا ألزم للعلم من خالد بن معدان ، وكان علمه في مصحف له أزرار وعرى .

                                                                                      وقال أيضا : كتب الوليد إلى خالد بن معدان في مسألة ، فأجابه فيها خالد ، فحمل القضاة على قوله .

                                                                                      وروى بقية عن عمر بن جعثم ، قال : كان خالد بن معدان إذا قعد لم يقدر أحد منهم يذكر الدنيا عنده هيبة له .

                                                                                      بقية ، عن حبيب بن صالح ، قال : ما خفنا أحدا من الناس ما خفنا خالد بن معدان .

                                                                                      وقال بقية : كان الأوزاعي يعظم خالد بن معدان ، فقال لنا : له عقب ؟ فقلنا : له ابنة . قال : ائتوها ، فسلوها عن هدي أبيها . قال : فكان سبب إتياننا عنده بسبب الأوزاعي .

                                                                                      وقال صفوان بن عمرو : كان خالد بن معدان إذا أمر الناس بالغزو كان فسطاطه أول فسطاط بدابق .

                                                                                      وقال أبو أسامة : كان الثوري إذا جلسنا معه إنما يسمع " الموت الموت " ; فحدثنا عن ثور ، عن خالد بن معدان ، قال : لو كان الموت علما يستبق إليه ما سبقني إليه أحد ; إلا أن يسبقني رجل بفضل قوة . قال : فما زال الثوري يحب خالد بن معدان مذ بلغه هذا عنه . [ ص: 539 ]

                                                                                      الوليد بن مسلم ، عن عبدة بنت خالد ، قالت : قلما كان خالد يأوي إلى فراشه إلا وهو يذكر شوقه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإلى أصحابه من المهاجرين والأنصار ; ثم يسميهم ويقول : هم أصلي وفصلي ، وإليهم يحن قلبي ، طال شوقي إليهم ، فعجل رب قبضي إليك . حتى يغلبه النوم وهو في بعض ذلك .

                                                                                      ابن المبارك ، عن ثور ، عن خالد بن معدان ، قال : لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى الناس في جنب الله أمثال الأباعر ، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أحقر حاقر .

                                                                                      وقال شجاع بن الوليد ، عن عمرو الإيامي ، عن خالد بن معدان ، قال : ما من آدمي إلا وله أربع أعين : عينان في رأسه يبصر بهما أمر الدنيا ، وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة ; فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينيه اللتين في قلبه ، فأبصر بهما ما وعد بالغيب ، فأمن الغيب بالغيب .

                                                                                      بقية ، عن بحير ، عن خالد بن معدان ، قال : كان إبراهيم خليل الله إذا أتي بقطف من العنب ، أكل حبة حبة ، وذكر الله عند كل حبة .

                                                                                      الأوزاعي : بلغني عن خالد بن معدان أنه كان يقول : أكل وحمد خير من أكل وصمت . [ ص: 540 ]

                                                                                      حريز بن عثمان ، عن خالد بن معدان ، قال : إذا فتح أحدكم باب خير فليسرع إليه ; فإنه لا يدري متى يغلق عنه .

                                                                                      وقال أيضا : العين مال ، والنفس مال ، وخير مال العبد ما انتفع به وابتذله ، وشر أموالك ما لا تراه ولا يراك ، وحسابه عليك ، ونفعه لغيرك .

                                                                                      روى عطية بن بقية ، عن أبيه ، عن بحير بن سعد ، سمعت خالد بن معدان يقول : من التمس المحامد في مخالفة الحق ، رد الله تلك المحامد عليه ذما ، ومن اجترأ على الملاوم في موافقة الحق رد الله تلك الملاوم عليه حمدا .

                                                                                      قال يزيد بن هارون : مات خالد بن معدان وهو صائم .

                                                                                      وروى إبراهيم بن جعفر الأشعري ، عن سلمة بن شبيب ، قال : كان خالد بن معدان يسبح في اليوم أربعين ألف تسبيحة سوى ما يقرأ من القرآن ، فلما مات فوضع على سريره ليغسل ، جعل بأصبعه كذا يحركها - يعني بالتسبيح .

                                                                                      هذا إسناد منقطع .

                                                                                      قال الهيثم ، والمدائني ، وابن معين ، والفلاس ، وعدة : مات خالد بن معدان سنة ثلاث ومائة .

                                                                                      وقال ابن سعد أجمعوا على أنه مات سنة ثلاث ومائة . [ ص: 541 ]

                                                                                      وقال عفير بن معدان ، ويزيد بن عبد ربه ، ودحيم ، وطائفة : مات سنة أربع ومائة .

                                                                                      وروى يحيى بن صالح ، عن إسماعيل بن عياش : مات سنة خمس ومائة . وقال خليفة وأبو عبيد : مات سنة ثمان ومائة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية