الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      العرباض بن سارية السلمي

                                                                                      من أعيان أهل الصفة ، سكن حمص ، وروى أحاديث . [ ص: 420 ]

                                                                                      روى عنه : جبير بن نفير ، وأبو رهم السمعي ، وعبد الرحمن بن عمرو السلمي ، وحبيب بن عبيد ، وحجر بن حجر ، ويحيى بن أبي المطاع ، وعمرو بن الأسود ، والمهاصر بن حبيب ، وعدة .

                                                                                      أحمد في مسنده : حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا ثور ، حدثنا خالد بن معدان ، حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي ، وحجر بن حجر ، قالا : أتينا العرباض بن سارية . وهو ممن نزل فيه : ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه [ التوبة : 93 ] فسلمنا ، وقلنا : أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين . فقال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ذات يوم ، ثم أقبل علينا ، فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، فقيل : يا رسول الله ، كأن هذه موعظة مودع ، فماذا تعهد إلينا ؟ قال : أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا . فإنه من يعش منكم بعدي ، فسيرى اختلافا كثيرا . فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ . وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .

                                                                                      رواه ابن المديني عن الوليد ، وزاد : قال الوليد : فذكرته لعبد الله بن [ ص: 421 ] زبر ، فقال : حدثني به يحيى بن أبي المطاع أنه سمعه من العرباض . ورواه بقية ، عن بحير بن سعد ، عن خالد ، عن عبد الرحمن وحده .

                                                                                      ابن وهب : حدثنا سعيد بن أبي أيوب ، عن سعد بن إبراهيم ، عن عروة بن رويم ، عن العرباض بن سارية ، وكان يحب أن يقبض ، فكان يدعو : اللهم كبرت سني ، ووهن عظمي ، فاقبضني إليك . قال : فبينا أنا يوما في مسجد دمشق أصلي ، وأدعو أن أقبض ؛ إذا أنا بفتى من أجمل الرجال ، وعليه دواج أخضر ، فقال : ما هذا الذي تدعو به ؟ قلت : كيف أدعو يا ابن أخي ؟ قال : قل اللهم حسن العمل ، وبلغ الرجل . فقلت : ومن أنت يرحمك الله ؟ قال : أنا رتبابيل الذي يسل الحزن من صدور المؤمنين ، ثم التفت ، فلم أر أحدا .

                                                                                      قال أحمد بن حنبل : كنية العرباض ، أبو نجيح .

                                                                                      وقال محمد بن عوف : منزله بحمص عند قناة الحبشة ، وهو وعمرو بن عبسة كل منهما يقول : أنا ربع الإسلام لا يدرى أيهما أسلم قبل صاحبه .

                                                                                      قلت : لم يصح أن العرباض قال ذلك .

                                                                                      فروى إسماعيل بن عياش ، عن ضمضم بن زرعة ، عن شريح بن عبيد ، قال : قال عتبة بن عبد : أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - سبعة من بني سليم ، أكبرنا العرباض بن سارية ، فبايعناه .

                                                                                      إسماعيل بن عياش : حدثنا أبو بكر بن عبد الله ، عن حبيب بن عبيد ، [ ص: 422 ] عن العرباض ، قال : لولا أن يقال : فعل أبو نجيح ؛ لألحقت مالي سبلة ، ثم لحقت واديا من أودية لبنان عبدت الله حتى أموت .

                                                                                      شعبة : عن أبي الفيض ؛ سمع أبا حفص الحمصي يقول : أعطى معاوية المقداد حمارا من المغنم ، فقال له العرباض بن سارية : ما كان لك أن تأخذه ، ولا له أن يعطيك ، كأني بك في النار تحمله ؛ فرده .

                                                                                      قال أبو مسهر وغيره : توفي العرباض سنة خمس وسبعين .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية