من أشهر شروح صحيح الإمام مسلم، واسمه: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، للإمام يحيى بن شرف النووي المتوفى سنة 676هـ، وهو شرح متوسط، جمع فيه مؤلفه بين أحكام الفقه ومعاني الحديث النبوي.
كتاب في القراءات السبع، ألفه الشيخ عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي المتوفى سنة 1403هـ، شرح فيه منظومة حرز الأماني ووجه التهاني المعروفة بالشاطبية في القراءات السبع، للإمام أبي القاسم الشاطبي، وهو شرح متوسط سهل، وضعه لطلاب المعاهد الأزهرية في مصر، ولطلاب المعاهد الدينية في البلاد الإسلامية المقرر عليهم تدريس متن الشاطبية.
من كتب الحديث الستة، جمعه الإمام أحمد بن شعيب النسائي المتوفى سنة 303 هـ، وهو أقل الكتب بعد الصحيحين حديثًا ضعيفًا. وكتاب (المجتبى) جمع بين الفقه وفن الإسناد، فقد رتّب الأحاديث على الأبواب، وجمع أسانيد الحديث الواحد في مكان واحد. وقد اهتم العماء بشرح سنن النسائي، فمن تلك الشروح: شرح السيوطي، وهو شرح موجز، وحاشية السندي.
في بيان مقاصد الكتاب والسنة، والحكم، والمصالح الكلية، والتعريف بأسرار التكاليف في الشريعة، وأحكام الاجتهاد والتقليد، وما يتعلق بذلك، ألفه الحافظ إبراهيم بن موسى الشاطبي المتوفى سنة 790 هـ.
من كتب الحديث الستة، صنفه الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني المتوفى سنة 275 هـ، جمع فيه أبو داود جملة من الأحاديث، بلغت (5274) حديثـًا، انتقاها من خمسمائة ألف حديث. وقد جمع الأحاديث التي استدل بها الفقهاء، ودارت بينهم، وبنى عليها الأحكام علماء الأمصار. وممن شرح سننه: الخطابي في معالم السنن، والسيوطي، وشمس الحق عظيم آبادي.
[ رؤيا عبد الله بن زيد في الأذان ] فبينما هم على ذلك ، إذ رأى عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه ، أخو بلحارث بن الخزرج ، النداء ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له : يا رسول الله ، إنه طاف بي هذه الليلة طائف : مر بي رجل عليه ثوبان أخضران ، يحمل ناقوسا في يده ، فقلت له : يا عبد الله ، أتبيع هذا الناقوس ؟ قال : وما تصنع به ؟ قال : قلت : ندعو به إلى الصلاة ، قال : أفلا أدلك على خير من ذلك ؟ قال : قلت...
وغمص الناس : هو احتقارهم وازدراؤهم ، وذلك يحصل من النظر إلى النفس بعين الكمال ، وإلى غيره بعين النقص . وفي الجملة ، فينبغي للمؤمن أن يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه ، ويكره لهم ما يكره لنفسه ، فإن رأى في أخيه المسلم نقصا في دينه ، اجتهد في إصلاحه . قال بعض الصالحين من السلف : أهل المحبة لله نظروا بنور الله ، وعطفوا على أهل معاصي الله ، مقتوا أعمالهم ، وعطفوا عليهم ليزيلوهم بالمواعظ عن فعالهم ، وأشفقوا...
فصل المشهد التاسع : مشهد زيادة الإيمان وتعدد شواهده وهذا من ألطف المشاهد ، وأخصها بأهل المعرفة ، ولعل سامعه يبادر إلى إنكاره ، ويقول : كيف يشهد زيادة الإيمان من الذنوب والمعاصي ؟ ولا سيما ذنوب العبد ومعاصيه ، وهل ذلك إلا منقص للإيمان ، فإنه بإجماع السلف يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية . فاعلم أن هذا حاصل من التفات العارف إلى الذنوب والمعاصي منه ومن غيره وإلى ترتب آثارها عليها ، وترتب هذه الآثار...
أَبُو الْخَيْرِ الْإِمَامُ الْحَافِظُ ، الْعَالِمُ الْكَبِيرُ أَبُو الْخَيْرِ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مُوسَى الْأَصْبَهَانِيُّ . وُلِدَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسِمِائَةٍ . وَرَوَى عَنْ : غَانِمٍ الْبُرْجِيِّ ، وَأَبِي عَلِيٍّ الْحَدَّادِ ، وَجَعْفَرٍ الثَّقَفِيِّ ، وَعَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّشْتَجِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدَّقَّاقِ ، وَطَبَقَتِهِمْ ، وَفِي الرِّحْلَةِ مِنَ ابْنِ الْحُصَيْنِ ، وَأَبِي الْعِزِّ بْنِ كَادِشٍ ، وَخَلْقٍ . ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ بَعْدَ السِّتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ ، وَأَمْلَى بِجَامِعِ الْقَصْرِ ، اسْتَمْلَى عَلَيْهِ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْأَخْضَرِ . قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ : سَأَلْتُ ابْنَ الْأَخْضَرِ عَنْهُ ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَوَصَفَهُ بِالْحِفْظِ وَالْمَعْرِفَةِ ، وَقَالَ ... المزيد
عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ ( ع ) أَسْلَمُ ، الْإِمَامُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ، مُفْتِي الْحَرَمِ ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ مَوْلَاهُمْ الْمَكِّيُّ ، يُقَالُ : وَلَاؤُهُ لِبَنِي جُمَحٍ ، كَانَ مِنْ مُوَلَّدِي الْجَنَدِ وَنَشَأَ بِمَكَّةَ ، وُلِدَ فِي أَثْنَاءِ خِلَافَةِ عُثْمَانَ . حَدَّثَ عَنْ عَائِشَةَ ، وَأُمِّ سَلَمَةَ ، وَأُمِّ هَانِئٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ، وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ، وَصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَجَابِرٍ ، وَمُعَاوِيَةَ ، وَأَبِي سَعِيدٍ ، وَعِدَّةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ . وَأَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ ، وَعَتَّابِ بْنِ أُسَيْدٍ ... المزيد
الْمُطَرِّزُ الشَّيْخُ الْعَالِمُ ، الثِّقَةُ الْجَلِيلُ ، مُسْنِدُ أَصْبَهَانَ أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَنْدَهْ الْأَصْبَهَانِيُّ الْمُطَرِّزُ ، خَازِنُ الرَّئِيسِ الثَّقَفِيِّ . سَمِعَ أَبَا عَلِيٍّ غُلَامَ مُحْسِنٍ ، وَعَلِيَّ بْنَ عَبْدَكُوَيْهِ ، وَالْحُسَيْنَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْجَمَّالَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْعَطَّارَ ، وَأَبَا نُعَيْمٍ الْحَافِظَ ، وَعِدَّةً . حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّنْجِيُّ ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ ، وَآخَرُونَ ، وَأَبُو مُوسَى الْمَدِينِيُّ بِالْحُضُورِ . قَالَ السَّمْعَانِيُّ : ثِقَةٌ صَالِحٌ . وَقَالَ السِّلَفِيُّ : كَاتِبٌ رَئِيسٌ عَلى غَايَةٍ مِنَ الْجَلَالَةِ ، قَرَأْنَا عَلَيْهِ عَنْ غُلَامِ مُحْسِنٍ ، وَابْنِ مُصْعَبٍ ، وَجَمَاعَةٍ ، وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ ... المزيد
صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ ( خ ، م ) الْمَازِنِيُّ الْبَصْرِيُّ ، الْعَابِدُ ، أَحَدُ الْأَعْلَامِ . حَدَّثَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، وَابْنِ عُمَرَ . رَوَى عَنْهُ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ ، وَبَكْرُ الْمُزَنِيُّ ، وَقَتَادَةُ وَثَابِتٌ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ ; وَعَاصِمٌ الْأَحْوَلُ ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، وَآخَرُونَ . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ ثِقَةٌ ، لَهُ فَضْلٌ وَوَرَعٌ . وَقَالَ غَيْرُهُ : كَانَ وَاعِظًا ، قَانِتًا لِلَّهِ ، قَدِ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ سَرَبًا يَبْكِي فِيهِ . عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ : عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : لَقِيتُ أَقْوَامًا كَانُوا فِيمَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمْ أَزْهَدَ مِنْكُمْ فِيمَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ، وَصَحِبْتُ أَقْوَامًا كَانَ أَحَدُهُمْ يَأْكُلُ عَلَى الْأَرْضِ ... المزيد
عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ الْبَصْرِيُّ الْعَابِدُ ، مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ . أَدْرَكَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، وَسَمِعَ مِنَ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَجَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ الزَّاهِدِ . وَاشْتَغَلَ بِنَفْسِهِ عَنِ الرِّوَايَةِ . رَوَى عَنْهُ مُرَجَّى بْنُ وَدَّاعٍ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ ، وَخُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ ، وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، وَآخَرُونَ حِكَايَاتٍ ، وَمَا أَظُنُّهُ رَوَى شَيْئًا مُسْنَدًا . وَكَانَ قَدْ أَرْعَبَهُ فَرْطُ الْخَوْفِ مِنَ اللَّهِ . رَوَى جَمَاعَةٌ عَنْ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ : قُلْتُ لِعَطَاءٍ السَّلِيمِيُّ : أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ نَارًا أُشْعِلَتْ ، ثُمَّ قِيلَ : مَنِ اقْتَحَمَهَا نَجَا . تَرَى كَانَ يَدْخُلُهَا أَحَدٌ ؟! قَالَ : لَوْ قِيلَ ذَلِكَ ، لَخَشِيتُ أَنَّ تَخْرُجَ نَفْسِي ... المزيد
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحٍ ابْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، الْأَمِيرُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَبَّاسِيُّ . وَلِي الْمَدِينَةَ ، وَغَزْوَ الصَّوَائِفِ لِلرَّشِيدِ ، ثُمَّ وَلِيَ الشَّامَ وَالْجَزِيرَةَ لِلْأَمِينِ . قِيلَ : بَلَغَ الرَّشِيدَ أَنَّ هَذَا فِي عَزْمِ الْوُثُوبِ عَلَى الْخِلَافَةِ ، فَقَلِقَ ، ثُمَّ حَبَسَهُ ، ثُمَّ لَاحَ لَهُ بَرَاءَتُهُ ، فَأَنْعَمَ عَلَيْهِ . وَكَانَ فَصِيحًا بَلِيغًا شَرِيفَ الْأَخْلَاقِ ، مَهِيبًا شُجَاعًا سَائِسًا . قِيلَ : إِنَّ يَحْيَى الْبَرْمَكِيَّ قَالَ لَهُ : بَلَغَنِي أَنَّكَ حَقُودٌ . قَالَ : إِنْ كَانَ الْحِقْدُ بَقَاءَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ، إِنَّهُمَا لَبَاقِيَانِ فِي قَلْبِي . فَقَالَ الرَّشِيدُ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا احْتَجَّ لِلْحِقْدِ بِأَحْسَنِ مِنْ هَذَا . قَالَ الصُّولِيُّ : كَانَ أَفْصَحَ النَّاسِ ، وَأَخْطَبَهُ ... المزيد