من كتب الحديث الستة، جمعه الإمام أحمد بن شعيب النسائي المتوفى سنة 303 هـ، وهو أقل الكتب بعد الصحيحين حديثًا ضعيفًا. وكتاب (المجتبى) جمع بين الفقه وفن الإسناد، فقد رتّب الأحاديث على الأبواب، وجمع أسانيد الحديث الواحد في مكان واحد. وقد اهتم العماء بشرح سنن النسائي، فمن تلك الشروح: شرح السيوطي، وهو شرح موجز، وحاشية السندي.
من أشهر شروح صحيح الإمام مسلم، واسمه: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، للإمام يحيى بن شرف النووي المتوفى سنة 676هـ، وهو شرح متوسط، جمع فيه مؤلفه بين أحكام الفقه ومعاني الحديث النبوي.
من كتب الحديث النبوي، وهو سادس الكتب الستة التي هي أصول السنة النبوية، جمعه الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، الشهير بابن ماجه المتوفى سنة 273هـ، وأحاديث الكتاب 4341 حديثًا. وممن شرح سننه السيوطي، والدميري.
من أجمع شروح صحيح البخاري، ألفه الحافظ أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ، وقد كتبه في أكثر من 25 سنة، فجمع فيه شروح من قبله على صحيح البخاري، وقد زادت موارده فيه على (1200) كتابًا من مؤلفات السابقين له.
كتاب في القراءات السبع، ألفه الشيخ عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي المتوفى سنة 1403هـ، شرح فيه منظومة حرز الأماني ووجه التهاني المعروفة بالشاطبية في القراءات السبع، للإمام أبي القاسم الشاطبي، وهو شرح متوسط سهل، وضعه لطلاب المعاهد الأزهرية في مصر، ولطلاب المعاهد الدينية في البلاد الإسلامية المقرر عليهم تدريس متن الشاطبية.
فصل اختلف الناس هل من الذنوب ذنب لا تقبل توبته أم لا ؟ . فقال الجمهور : التوبة تأتي على كل ذنب ، فكل ذنب يمكن التوبة منه وتقبل . وقالت طائفة : لا توبة للقاتل ، وهذا مذهب ابن عباس المعروف عنه وإحدى الروايتين عن أحمد ، وقد ناظر ابن عباس في ذلك أصحابه فقالوا : أليس قد قال الله تعالى في سورة الفرقان ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق إلى أن قال إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا...
وينبغي للمؤمن أن لا يزال يرى نفسه مقصرا عن الدرجات العالية ، فيستفيد بذلك أمرين نفيسين : الاجتهاد في طلب الفضائل ، والازدياد منها ، والنظر إلى نفسه بعين النقص ، وينشأ من هذا أن يحب للمؤمنين أن يكونوا خيرا منه ، لأنه لا يرضى لهم أن يكونوا على مثل حاله ، كما أنه لا يرضى لنفسه بما هي عليه ، بل يجتهد في إصلاحها . وقد قال محمد بن واسع لابنه : أما أبوك ، فلا كثر الله في المسلمين مثله . فمن كان...
( و ) يحرم ( الكذب ) لا مطلقا بل ( قيد ) تحريمه . مطلب : في قوله صلى الله عليه وسلم { لا يصلح الكذب إلا في ثلاث } بغير خداع الكافرين بحربهم وللعرس أو إصلاح أهل التنكد ( بغير ) أحد ثلاثة مواضع : الأول إذا كان بغير ( خداع الكافر ) وتقدم أن الخداع إرادة المكروه بالإنسان من حيث لا يعلم ، وتقدم قوله صلى الله عليه وسلم { الحرب خدعة } والكافرين جمع كافر من الكفر وهو ضد الإيمان وبفتح كالكفور والكفران بضمهما...
أَبُو تَمَّامٍ شَاعِرُ الْعَصْرِ أَبُو تَمَامٍ ، حَبِيبُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ الطَّائِيُّ ، مِنْ حَوْرَانَ ، عَنْ قَرْيَةِ جَاسِمٍ . أَسْلَمَ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا . مَدَحَ الْخُلَفَاءَ وَالْكُبَرَاءَ . وَشِعْرُهُ فِي الذِّرْوَةِ . وَكَانَ أَسْمَرَ طُوَالًا فَصِيحًا ، عَذْبَ الْعِبَارَةِ مَعَ تَمْتَمَةٍ قَلِيلَةٍ . وُلِدَ فِي أَيَّامِ الرَّشِيدِ ، وَكَانَ أَوَّلًا حَدَثًا يَسْقِي الْمَاءَ بِمِصْرَ ، ثُمَّ جَالَسَ الْأُدَبَاءَ ، وَأَخَذَ عَنْهُمْ وَكَانَ يَتَوَقَّدُ ذَكَاءً . وَسَحَّتْ قَرِيحَتُهُ بِالنَّظْمِ الْبَدِيعِ . فَسَمِعَ بِهِ الْمُعْتَصِمُ ، فَطَلَبَهُ ، وَقَدَّمَهُ عَلَى الشُّعَرَاءِ ، وَلَهُ فِيهِ قَصَائِدُ . وَكَانَ يُوصَفُ بِطَيِّبِ الْأَخْلَاقِ وَالظَّرْفِ وَالسَّمَاحَةِ . وَقِيلَ : قَدِمَ فِي زِيِّ الْأَعْرَابِ ، فَجَلَسَ إِلَى حَلْقَةٍ مِنَ الشُّعَرَاءِ ... المزيد
يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ ( م ، 4 ) الْحَافِظُ الْإِمَامُ الثَّبْتُ ، أَبُو زَكَرِيَّا السَّيْلَحِينِيُّ ، وَالسَّالِحِينُ : مِنْ قُرَى الْعِرَاقِ . وُلِدَ فِي حُدُودِ الْأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ . وَحَدَّثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ الْمِصْرِيِّ ، وَمُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ ، وَأَبَانِ بْنِ يَزِيدَ ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّمَشْقِيِّ ، وَيَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ أَخِي مُقَاتِلٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيِّ ، وَفُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمَاجِشُونِ ، وَالرَّبِيعِ بْنِ بَدْرٍ ، وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، وَجَعْفَرِ بْنِ كَيْسَانَ ، وَعَدَدٍ كَثِيرٍ ، وَارْتَحَلَ إِلَى الْآفَاقِ . حَدَّثَ عَنْهُ أَحْمَدُ ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ ، وَهَارُونُ الْحَمَّالُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، وَمُحَمَّد ... المزيد
ابْنُ شَغَبَةَ الْإِمَامُ الْمُحَدِّثُ ، الْعَالَمُ الثِّقَةُ ، الْقُدْوَةُ الْعَابِدُ ، شَيْخُ الْبَصْرَةِ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ شَغَبَةَ الْأَنْصَارِيُّ الْبَصْرِيُّ ، وَجَدُّهُ فَرْدٌ مُسْتَفَادٌ مَعَ شُعْبَةَ . حَدَّثَ عَنِ : الْقَاضِي أَبِي عُمَرَ الْهَاشِمِيِّ ، وَالْحَسْنِ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيِّ ، وَيُوسُفَ بْنِ غَسَّانَ ، وَطَائِفَةٍ . حَدَّثَ عَنْهُ : أَبُو عَلِيِّ بْنُ سُكَّرَةَ ، وَأَبُو نَصْرٍ الْغَازِيُّ ، وَأَبُو نَصْرِ بْنُ مَاكُولَا ، وَجَابِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ ، وَأَبُو غَالِبٍ الْمَاوَرْدِيُّ ، وَآخَرُونَ . قَالَ السَّمْعَانِيُّ : شَيْخٌ حَافِظٌ مُتْقِنٌ ثِقَةٌ مُكْثِرٌ ، حَضَرَ ابْنُ مَاكُولَا مَجْلِسَ إِمْلَائِهِ . وَقَالَ ابْنُ ... المزيد
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ الْحَافِظُ ، أَبُو عِيسَى الْأَنْصَارِيُّ الْكُوفِيُّ ، الْفَقِيهُ ، وَيُقَالُ : أَبُو مُحَمَّدٍ ، مِنْ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ ، وُلِدَ فِي خِلَافَةِ الصِّدِّيقِ أَوْ قَبْلَ ذَلِكَ . وَحَدَّثَ عَنْ عُمَرَ ، وَعَلِيٍّ ، وَأَبِي ذَرٍّ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ ، وَبِلَالٍ ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبِ ، وَصُهَيْبٍ ، وَقَيْسِ بْنِ سَعْدٍ ، وَالْمِقْدَادِ ، وَأَبِي أَيُّوبَ ، وَوَالِدِهِ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - وَمَا إِخَالُهُ لَقِيَهُ ، مَعَ كَوْنِ ذَلِكَ فِي السُّنَنِ الْأَرْبَعَةِ . وَقِيلَ بَلْ وُلِدَ فِي وَسَطِ خِلَافَةِ عُمَرَ وَرَآهُ يَتَوَضَّأُ وَيَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ . حَدَّثَ عَنْهُ : عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ ، وَالْأَعْم ... المزيد
الْمُعْتَضِدُ بِاللَّهِ الْخَلِيفَةُ أَبُو الْعَبَّاسِ ، أَحْمَدُ بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ ، وَلِيُّ الْعَهْدِ ، أَبِي أَحْمَدَ ، طَلْحَةُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ جَعْفَرِ بْنِ الْمُعْتَصِمِ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّشِيدِ الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ . وُلِدَ فِي أَيَّامِ جَدِّهِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ . وَدَخَلَ دِمَشْقَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ لِحَرْبِ ابْنِ طُولُونَ ، وَاسْتُخْلِفَ بَعْدَ عَمِّهِ الْمُعْتَمِدِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ . وَكَانَ مَلِكًا مَهِيبًا ، شُجَاعًا ، جَبَّارًا ، شَدِيدَ الْوَطْأَةِ ، مِنْ رِجَالِ الْعَالَمِ ، يُقْدِمُ عَلَى الْأَسَدِ وَحْدَهُ . وَكَانَ أَسْمَرَ ، نَحِيفًا ، مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ ، كَامِلَ الْعَقْلِ . قَالَ الْمَسْعُودِيُّ : كَانَ قَلِيلَ الرَّحْمَةِ ، إِذَا غَضِبَ عَلَى أَمِيرٍ حَفَرَ لَهُ حَفِيرَةٍ ، وَأَلْقَاهُ حَيًّا ، ... المزيد
الصَّائِغُ ( د ) الْإِمَامُ ، الْمُحَدِّثُ ، الثِّقَةُ ، شَيْخُ الْحَرَمِ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ ، الْقُرَشِيُّ ، الْعَبَّاسِيُّ ، مَوْلَى الْمَهْدِيِّ ، الْبَغْدَادِيُّ ، نَزِيلُ مَكَّةَ . سَمِعَ : أَبَاهُ ، وَأَبَا أُسَامَةَ ، وَأَبَا دَاوُدَ الْحَفَرِيَّ ، وَرَوْحَ بْنَ عُبَادَةَ ، وَحَجَّاجَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرَ ، وَعِدَّةً . حَدَّثَ عَنْهُ : أَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ صَاعِدٍ ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ . وَخَلْقٌ آخِرُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارٍ ، شَيْخُ أَبِي نُعَيْمٍ الْحَافِظِ . قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : صَدُوقٌ . قُلْتُ : كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِينَ . مَاتَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ . وَكَانَ وَالِدُهُ الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمِ بْنِ دِينَارٍ مِنْ شُيُوخ ... المزيد