الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 564 ] [ ص: 565 ] بسم الله الرحمن الرحيم

القول في تأويل قوله تعالى : ( حم ( 1 ) والكتاب المبين ( 2 ) إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ( 3 ) )

قد بينا فيما مضى قوله ( حم ) بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .

وقوله : ( والكتاب المبين ) قسم من الله تعالى أقسم بهذا الكتاب الذي أنزله على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال : ( والكتاب المبين ) لمن تدبره وفكر في عبره وعظاته هداه ورشده وأدلته على حقيته ، وأنه تنزيل من حكيم حميد ، لا اختلاق من محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا افتراء من أحد ( إنا جعلناه قرآنا عربيا ) يقول : إنا أنزلناه قرآنا عربيا بلسان العرب ، إذا كنتم أيها المنذرون به من رهط محمد - صلى الله عليه وسلم - عربا ( لعلكم تعقلون ) يقول : معانيه وما فيه من مواعظ ، ولم ينزله بلسان العجم ، فيجعله أعجميا ، فتقولوا نحن : نحن عرب ، وهذا كلام أعجمي لا نفقه معانيه .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( حم والكتاب المبين ) هو هذا الكتاب المبين .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( حم والكتاب المبين ) مبين والله بركته ، وهداه ورشده .

التالي السابق


الخدمات العلمية