الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      المرتضى

                                                                                      العلامة الشريف المرتضى ، نقيب العلوية أبو طالب علي بن حسين بن موسى ، القرشي العلوي الحسيني الموسوي البغدادي ، من ولد موسى الكاظم . [ ص: 589 ]

                                                                                      ولد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة .

                                                                                      وحدث عن : سهل بن أحمد الديباجي ، وأبي عبد الله المرزباني ، وغيرهما .

                                                                                      قال الخطيب كتبت عنه .

                                                                                      قلت : هو جامع كتاب " نهج البلاغة " ، المنسوبة ألفاظه إلى الإمام علي رضي الله عنه ، ولا أسانيد لذلك ، وبعضها باطل ، وفيه حق ، ولكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النطق بها ، ولكن أين المنصف ؟! وقيل : بل جمع أخيه الشريف الرضي .

                                                                                      وديوان المرتضى كبير وتواليفه كثيرة ، وكان صاحب فنون .

                                                                                      وله كتاب " الشافي في الإمامة " ، و " الذخيرة في الأصول " ، وكتاب " التنزيه " ، وكتاب في إبطال القياس ، وكتاب في الاختلاف في الفقه ، وأشياء كثيرة . وديوانه في أربع مجلدات .

                                                                                      وكان من الأذكياء الأولياء ، المتبحرين في الكلام والاعتزال ، والأدب والشعر ، لكنه إمامي جلد . نسأل الله العفو . [ ص: 590 ]

                                                                                      قال ابن حزم : الإمامية كلهم على أن القرآن مبدل ، وفيه زيادة ونقص سوى المرتضى ، فإنه كفر من قال ذلك ، وكذلك صاحباه أبو يعلى الطوسي ، وأبو القاسم الرازي .

                                                                                      قلت : وفي تواليفه سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنعوذ بالله من علم لا ينفع .

                                                                                      توفي المرتضى في سنة ست وثلاثين وأربعمائة .

                                                                                      وفيها مات إمام اللغة تمام بن غالب التياني المرسي ، والمحدث الفقيه أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري وأبو سعد عبد الرحمن بن أحمد الصفار صاحب الطبراني ، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن حسين الوضاحي القدوة بدمشق ، وشيخ المالكية أبو الوليد محمد بن عبد الله بن ميقل المرسي ، وشيخ الشافعية أبو عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز النيلي النيسابوري ، وشيخ المعتزلة أبو الحسين محمد بن علي البصري .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية