الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 268 ] سورة نوح [ فيها ثلاث آيات ]

                                                                                                                                                                                                              الآية الأولى قوله تعالى : { ما لكم لا ترجون لله وقارا } . فيها مسألتان : المسألة الأولى قوله : { لا ترجون لله وقارا } يعني لا تخشون لله عقابا . وعبر عن العقاب بالوقار ; لأن من عظمه فقد عرفه ، وعن الخشية بالرجاء ; لأنها نظيرته .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية قوله : { وقد خلقكم أطوارا } يعني في الطول والقصر ، والسواد والبياض ، والعلم والجهل ، والإيمان والكفر ، والطاعة والمعصية ، وكل صفة ونعت تكون لهم ، وكذلك تدبيره في النشأة من تراب إلى نطفة إلى علقة ، إلى مضغة ، إلى لحم ودم ، وخلق سوي . وتحقيق القول فيه : ما لكم لا تؤملون توقيركم لأمر الله ولطفه ونعمته . أدخلها القاضي أبو إسحاق في الأحكام .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية