الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 120 ] ثم دخلت سنة اثنتي عشرة وسبعمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      استهلت والحكام هم المذكورون في التي قبلها ، وفي خامس المحرم توجه الأمير عز الدين أيدمر الزردكاش وأميران معه إلى الأفرم ، وساروا بأجمعهم حتى لحقوا بقراسنقر وهو عند مهنا ، وكاتبوا السلطان ، ثم ساروا نحو التتار ، فكانوا كالمستجيرين من الرمضاء بالنار ، وجاء البريد في صفر بالاحتياط على حواصل الأفرم وقراسنقر والزردكاش وجميع ما يتعلق بهم ، وقطع خبز مهنا ، وجعل مكانه في الإمرة أخاه محمدا ، وعادت العساكر صحبة أرغون من البلاد الشمالية ، وقد حصل عند الناس من قراسنقر وأصحابه هم وغم وحزن . وقدم سودي من مصر على نيابة حلب ، فاجتاز بدمشق ، فخرج الناس والجيش لتلقيه ، وحضر السماط ، وقرئ مرسوم السلطان بطلب الأمير جمال الدين نائب دمشق إلى مصر ، فركب من ساعته على البريد إلى مصر ، وتكلم في نيابة الغيبة قرالاجين نيابته لغيبة لاجين ، وطلب في هذا اليوم قطب الدين موسى بن [ ص: 121 ] شيخ السلامية ناظر الجيش إلى مصر ، فركب من آخر النهار وسار إليها ، فتولى بها نظر الجيوش عوضا عن فخر الدين الكاتب كاتب المماليك ، بحكم عزله ، ومصادرته ، وأخذ أمواله الكثيرة منه في عاشر ربيع الأول .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي الحادي عشر منه باشر الحكم للحنابلة بمصر القاضي تقي الدين أحمد بن المعز عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض المقدسي ، وهو ابن بنت الشيخ شمس الدين بن العماد أول قضاة الحنابلة . وقدم الأمير سيف الدين تمر على نيابة طرابلس عوضا عن الأفرم ، بحكم هربه إلى التتر .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي ربيع الآخر مسك بيبرس العلائي نائب حمص ، وبيبرس المجنون ، وطوغان ، وجماعة آخرون من الأمراء ، ستة في نهار واحد ، وسيروا إلى الكرك معتقلين بها . وفيه مسك نائب مصر الأمير ركن الدين بيبرس الدوادار المنصوري ، وولي بعده أرغون الدوادار ، ومسك نائب الشام جمال الدين نائب الكرك ، وشمس الدين سنقر الكمالي حاجب الحجاب بمصر ، وخمسة أمراء آخرون ، وحبسوا كلهم بقلعة الكرك في برج هناك . وفيه وقع حريق داخل باب السلامة ، احترق فيه دور كثيرة ، منها دار ابن أبي الفوارس ، ودار الشريف القباني .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية