الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 9 ] القول في تأويل قوله تعالى : الر

قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في ذلك .

فقال بعضهم تأويله : أنا الله أرى .

ذكر من قال ذلك :

17518 - حدثنا يحيى بن داود بن ميمون الواسطي قال : حدثنا أبو أسامة عن أبي روق عن الضحاك في قوله : ( الر ) أنا الله أرى .

17519 - حدثنا أحمد بن إسحاق قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس قوله : ( الر ) ، قال : أنا الله أرى .

وقال آخرون : هي حروف من اسم الله الذي هو " الرحمن " .

ذكر من قال ذلك :

17520 - حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه قال : حدثنا علي بن [ ص: 10 ] الحسين قال حدثني أبي ، عن يزيد عن عكرمة عن ابن عباس : ( الر ) و ( حم ) و ( نون ) حروف " الرحمن " مقطعة .

17521 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا يحيى بن واضح قال : حدثنا عيسى بن عبيد ، عن الحسين بن عثمان قال : ذكر سالم بن عبد الله : ( الر ) و ( حم ) و ( نون ) ، فقال : اسم " الرحمن " مقطع ، ثم قال : " الرحمن " .

17522 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي حماد قال : حدثنا مندل عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير قال : ( الر ) و ( حم ) و ( نون ) ، هو اسم " الرحمن " .

17523 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا سويد بن عمرو الكلبي عن أبي عوانة عن إسماعيل بن سالم عن عامر : أنه سئل عن : ( الر ) و ( حم ) و ( ص ) ، قال : هي أسماء من أسماء الله مقطعة بالهجاء ، فإذا وصلتها كانت اسما من أسماء الله تعالى .

وقال آخرون : هي اسم من أسماء القرآن .

ذكر من قال ذلك :

17524 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة : ( الر ) ، اسم من أسماء القرآن .

قال أبو جعفر : وقد ذكرنا اختلاف الناس ، وما إليه ذهب كل قائل في الذي قال فيه وما الصواب لدينا من القول في ذلك في نظيره ، وذلك في أول " سورة البقرة " فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع .

وإنما ذكرنا في هذا الموضع القدر الذي ذكرنا ، لمخالفة من ذكرنا قوله في هذا ، وقوله في ( الم ) ، فأما [ ص: 11 ] الذين وفقوا بين معاني جميع ذلك ، فقد ذكرنا قولهم هناك ، مكتفي عن الإعادة هاهنا .

التالي السابق


الخدمات العلمية