الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 631 ] ثم دخلت سنة تسعين وستمائة من الهجرة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فيها فتحت عكا وبقية السواحل التي كانت بأيدي الفرنج من مدد متطاولة ، ولم يبق لهم فيها حجر واحد ، ولله الحمد والمنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      استهلت هذه السنة والخليفة الحاكم بأمر الله أبو العباس العباسي ، وسلطان البلاد الملك الأشرف خليل بن المنصور قلاوون ، ونائبه بمصر وأعمالها بدر الدين بيدرا ، ووزيره ابن السلعوس الصاحب شمس الدين ، ونائبه بالشام حسام الدين لاجين السلحدار المنصوري ، وقضاة الشام هم المذكورون في التي قبلها ، وصاحب اليمن الملك المظفر شمس الدين يوسف بن المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول ، وصاحب مكة نجم الدين أبو نمي محمد بن إدريس بن علي بن قتادة الحسني ، وصاحب المدينة عز الدين جماز بن شيحة الحسيني ، وصاحب الروم غياث الدين كيخسرو بن ركن الدين قليج أرسلان السلجوقي ، وصاحب حماة الملك المظفر تقي الدين محمود بن الملك المنصور ناصر الدين محمد بن الملك المظفر تقي الدين محمد ، وسلطان بلاد العراق وخراسان وتلك [ ص: 632 ] النواحي أرغون بن أبغا بن هولاكو بن تولى بن جنكزخان .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكان أول هذه السنة يوم الخميس ، وفيه تصدق عن الملك المنصور بأموال كثيرة جدا من الذهب والفضة ، وأنزل السلطان إلى تربته في ليلة الجمعة ، فدفن بها تحت القبة ، ونزل في قبره بدر الدين بيدرا وعلم الدين الشجاعي ، وفرقت صدقات كثيرة حينئذ ، ولما قدم الصاحب شمس الدين بن السلعوس من الحجاز خلع عليه للوزارة ، وكتب تقليده بها القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر كاتب الإنشا بيده ، وركب الوزير في أبهة الوزارة إلى داره وحكم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان يوم الجمعة قبض على شمس الدين سنقر الأشقر وسيف الدين جرمك الناصري ، وأفرج عن الأمير زين الدين كتبغا ، وكان قد قبض عليه مع طرنطاي ، ورد عليه إقطاعه ، وأعيد التقي توبة إلى وزارة دمشق مرة أخرى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها أثبت ابن الخويي محضرا يتضمن أن يكون تدريس الناصرية للقاضي الشافعي ، وانتزعها من زين الدين الفارقي .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية