الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 235 ] [ ص: 236 ] [ ص: 237 ] سورة الجن

                                                                                                                                                                                                                                      مكية

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا ( 1 ) يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ( 2 ) وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ( 3 ) )

                                                                                                                                                                                                                                      ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ) وكانوا تسعة من جن نصيبين . وقيل سبعة استمعوا قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكرنا خبرهم في سورة الأحقاف ( فقالوا ) لما رجعوا إلى قومهم ( إنا سمعنا قرآنا عجبا ) قال ابن عباس : بليغا أي : قرآنا ذا عجب يعجب منه لبلاغته . ( يهدي إلى الرشد ) يدعو إلى الصواب من التوحيد والإيمان ( فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا وأنه تعالى جد ربنا ) قرأ أهل الشام والكوفة غير أبي بكر عن عاصم : " وأنه تعالى " بفتح الهمزة وكذلك ما بعده إلى قوله ( وأنا منا المسلمون ) وقرأ الآخرون بكسرهن ، وفتح أبو جعفر منها " وأنه " وهو ما كان مردودا [ إلى ] الوحي وكسر ما كان حكاية عن الجن .

                                                                                                                                                                                                                                      والاختيار كسر الكل لأنه من قول الجن لقومهم فهو معطوف على قوله : " فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا " وقالوا : " وأنه تعالى " .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن فتح رده على قوله : " فآمنا به " وآمنا بكل ذلك ; ففتح " أن " لوقوع الإيمان عليه . [ ص: 238 ]

                                                                                                                                                                                                                                      ( جد ربنا ) [ جلال ] ربنا وعظمته ، قاله مجاهد وعكرمة وقتادة . يقال : جد الرجل أي : عظم ، ومنه قول أنس : كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا أي : عظم قدره .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال السدي : " جد ربنا " أي أمر ربنا . وقال الحسن : غنى ربنا . ومنه قيل للجد : حظ ورجل مجدود .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال ابن عباس : قدرة ربنا . قال الضحاك : فعله .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال القرظي : آلاؤه ونعماؤه على خلقه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الأخفش : علا ملك ربنا ( ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ) قيل : تعالى جل جلاله وعظمته عن أن يتخذ صاحبة [ أو ولدا ] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية