الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 265 ] ثم دخلت سنة ثماني عشرة وخمسمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فيها ظهرت الباطنية بآمد فقاتلهم أهلها
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ، فقتلوا منهم سبعمائة ؛ ولله الحمد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها ردت الشحنكية ببغداد إلى سعد الدولة يرنقش الزكوي ، وسلم إليه منصور بن صدقة أخو دبيس ليسلمه إلى دار الخلافة ، وورد الخبر بأن دبيسا قد التجأ إلى طغرل ، وقد اتفقا على أخذ بغداد ، فأخذ الناس في التأهب لقتالهما ، وأمر آق سنقر بالعود إلى الموصل ، فاستناب على البصرة عماد الدين زنكي بن آق سنقر .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي ربيع الأول دخل الملك حسام الدين تمرتاش بن إيلغازي بن أرتق مدينة حلب ، وقد ملكها بعد ملكها بلك بن بهرام بن أرتق ، وكان قد حاصر قلعة منبج فجاءه سهم في حلقه فمات ، فاستناب تمرتاش بحلب ، ثم عاد إلى ماردين فأخذت منه بعد ذلك ، فأخذها آق سنقر مضافة إلى الموصل .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها أرسل الخليفة القاضي أبا سعد الهروي ; ليخطب له ابنة السلطان سنجر ، وشرع الخليفة في بناء دار على حافة دجلة ؛ لأجل العروس ، وكمل بناء المثمنة في هذه السنة . وحج بالناس في هذه السنة جمال الدولة إقبال المسترشدي .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية