الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 702 ] ثم دخلت سنة تسع وثلاثين وأربعمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فيها اصطلح الملك طغرلبك السلجوقي وأبو كاليجار صاحب بغداد وتزوج طغرلبك بابنة أبي كاليجار ، وتزوج أبو منصور بن كاليجار بابنة الملك داود أخي طغرلبك .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها أسرت الأكراد سرخاب أخا أبي الشوك ، وأحضروه بين يدي إبراهيم ينال ، فأمر بقلع إحدى عينيه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها استولى أبو كاليجار على بلاد البطيحة ، ونجا صاحبها أبو نصر بنفسه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها ظهر رجل يقال له : الأصفر التغلبي ، وادعى أنه من المذكورين في الكتب ، فاستغوى خلقا من الناس ، وقصد بلاد الروم ، فغنم منها أموالا ، فقوي بها ، وعظم أمره ، واتفق أنه أسر وحمل إلى نصر الدولة بن مروان صاحب ديار بكر فاعتقله ، وسد عليه باب السجن .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها كان وباء شديد بالعراق والجزيرة وبغداد فمات خلق كثير ، حتى خلت الأسواق ، وغلت الأشياء التي يحتاج إليها المرضى ، وورد كتاب من الموصل بأنه لا يصلي الجمعة من أهلها إلا نحو أربعمائة ، وأن أهل الذمة لم يبق منهم إلا نحو مائة وعشرين نفسا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 703 ] وفيها وقع غلاء شديد أيضا ، وجرت فتنة بين السنة والروافض ببغداد ، قتل فيها خلق كثير . ولم يحج أحد من ركب العراق في هذا العام . فلا قوة إلا بالله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية