الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 246 ] سورة مريم فيها ست آيات :

                                                                                                                                                                                                              الآية الأولى : قوله تعالى : { ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا } . فيها مسألتان :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : هذا يناسب قوله : { ادعوا ربكم تضرعا وخفية } .

                                                                                                                                                                                                              وقد روى سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { خير الذكر الخفي ، وخير الرزق ما يكفي } وذلك لأنه أبعد من الرياء ، فأما دعاء زكريا فإنما كان خفيا ، وهي :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية : لوجهين :

                                                                                                                                                                                                              أحدهما : أنه كان ليلا .

                                                                                                                                                                                                              والثاني : لأنه ذكر في دعائه أحوالا تفتقر إلى الإخفاء ، كقوله : وإني خفت الموالي من ورائي . وهذا مما يكتم ولا يجهر به ، وقد أسر مالك القنوت ، وجهر به الشافعي ، والجهر أفضل ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو به جهرا حسبما ورد في الصحيح . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية