الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 234 ] ثم دخلت سنة سبع وأربعين وثلاثمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فيها كانت زلزلة ببغداد في شهر نيسان وفي غيرها من البلاد الشرقية ، فمات بسببها خلق كثير ، وخربت دور كثيرة ، وظهر في آخر نيسان وشهر أيار جراد كثير أتلف الغلات الصيفية والثمار . ودخلت الروم آمد وميافارقين ، فقتلوا ألفا وخمسمائة إنسان ، وأخذوا مدينة سميساط وأخربوها . فإنا لله وإنا إليه راجعون .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي المحرم منها ركب معز الدولة إلى الموصل فأخذها من يد ناصر الدولة وهرب ناصر الدولة إلى نصيبين ثم إلى ميافارقين ثم لحقه معز الدولة ، فصار إلى أخيه سيف الدولة بحلب ، ثم راسل سيف الدولة معز الدولة في المصالحة بينه وبين أخيه ناصر الدولة ، فوقع الصلح على حمل كل سنة ألفي ألف وتسعمائة ألف ، ورجع معز الدولة إلى بغداد بعد انعقاد الصلح .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها بعث المعز الفاطمي مولاه أبا الحسن جوهرا القائد في جيوش ، ومعه زيري بن مناد الصنهاجي ، ففتحوا بلادا كثيرة من أقصى المغرب ، حتى انتهوا إلى البحر المحيط ، فأمر جوهر بأن يصطاد له منه سمك ، فأرسل به في قلال الماء إلى [ ص: 235 ] المعز الفاطمي ، وحظي جوهر عنده ، وعظم شأنه حتى صار له بمنزلة الوزير .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية