الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 208 ] سنة أربعين وثلاثمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فيها قصد صاحب عمان البصرة ليأخذها في مراكب كثيرة ، وجاء لنصره أبو يعقوب الهجري ، فمانعه عنها الوزير أبو محمد المهلبي وصده عنها ، وأسر جماعة من أصحابه وسبى كثيرا من مراكبه ، فساقها معه في دجلة ، ودخل بها إلى بغداد في أبهة عظيمة ، ولله الحمد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها رفع إلى الوزير أبي محمد المهلبي رجل من أتباع أبي جعفر محمد بن علي بن أبي العزاقر الذي كان قتل على الزندقة ، كما قتل الحلاج وأن هذا الرجل يدعي ما كان يدعيه ابن أبي العزاقر ، وقد اتبعه جماعة من الجهلة ببغداد ، وصدقوه في دعواه الربوبية ، وأن أرواح الأنبياء والصديقين انتقلت إليهم ، ووجد في منزله كتب تدل على ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فلما تحقق أنه هالك ادعى أنه شيعي ليحظى عند معز الدولة بن بويه ، وقد كان يحب الرافضة - قبحه الله - فلما اشتهر ذلك لم يتمكن الوزير منه خوفا على نفسه من معز الدولة ، وأن تقوم عليه الشيعة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، غير أنه [ ص: 209 ] احتاط على شيء من أموالهم ، فكان يسميها أموال الزنادقة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن الجوزي : وفي رمضان وقعت فتنة عظيمة بسبب المذهب .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية