الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 375 ] النوع الثالث والأربعون

في بيان حقيقته ومجازه

الحقيقة

لا خلاف أن كتاب الله يشتمل على الحقائق ، وهي كل كلام بقي على موضوعه [ ص: 376 ] كالآيات التي لم يتجوز فيها ؛ وهي الآيات الناطقة ظواهرها بوجود الله - تعالى - وتوحيده وتنزيهه ، والداعية إلى أسمائه وصفاته ، كقوله - تعالى - : هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة ( الحشر : 22 ) الآية .

وقوله : أمن خلق السماوات والأرض ( النمل : 60 ) ، أمن جعل الأرض قرارا ( النمل : 61 ) ، أمن يجيب المضطر إذا دعاه ( النمل : 62 ) ، أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ( النمل : 63 ) ، أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ( النمل : 64 ) . وقوله - تعالى - : من يحيي العظام وهي رميم ( يس : 78 ) . وقوله - تعالى - : أفرأيتم ما تمنون ( الواقعة : 58 ) ، أفرأيتم ما تحرثون ( الواقعة : 63 ) ، أفرأيتم الماء الذي تشربون ( الواقعة : 68 ) ، أفرأيتم النار التي تورون ( الواقعة : 71 ) .

قيل : ومنه الآيات التي لم تنسخ ، وهي كالآيات المحكمات ، والآيات المشتملة ، ولا تقديم فيه ولا تأخير ، كقول القائل : أحمد الله على نعمائه وإحسانه ، وهذا أكثر الكلام ، قال الله - تعالى - : والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ( البقرة : 4 ) وأكثر ما يأتي من الآي على هذا .

التالي السابق


الخدمات العلمية